العبرة في التنفيذ.
بهذه العبارة تختصر نظرة اللبنانيين الى مجريات الجلسة النيابية التي خصصت اليوم لمناقشة ملف النزوح عامة، والهبة الاوروبية بشكل خاص، والتي صدرت عنها توصيات محددة للحكومة. لكن، بنتيجة الجلسة، يمكن تسجيل ثلاث ملاحظات:
الملاحظة الاولى: يعتبر عقد الجلسة واصدار التوصيات علامة ايجابية على مسار حل ازمة النزوح، حيث بات واضحا أن البحث في المسألة اصبح موضع اجماع وطني، بغض النظر عن المواقف السابقة لبعض الافرقاء، والاختلاف في النظرة الى الحل في ما بينهم الى اليوم.
الملاحظة الثانية: احباط المزايدات السياسية التي كان يخطط لها البعض بنتيجة وقائع الجلسة، حيث انكشفت امام الرأي العام محاولات تلميع الصورة السوداء برفع السقوف، ذلك ان مسارا من الاخطاء على مدى ثلاثة عشر عاما، لا تمحوه صحوة شهر او اسبوع او يوم.
الملاحظة الثالثة: استمرار مشكلة النزوح اساسه غير لبناني، حيث يتطلب الحل الفعلي جرأة في التواصل مع الحكومة السورية ومخاطبة المجتمع الدولي والاوروبي، بالتزامن مع الاجراءات العملانية المطلوبة من الدولة واجهزتها، بعيدا من اي ممارسات مشبوهة قد يتعمد ارتكابها بعض الاطراف.
هذا في لبنان. اما اقليميا، وعشية القمة العربية في البحرين، جدد بنيامين نتنياهو تهديداته بالقضاء على حماس، نافيا حدوث كارثة انسانية في رفح، ومتبجحا بأن جهوده التي وصفها بالمسؤولة تؤتي ثمارها، فحتى الآن تم إجلاء نحو نصف مليون شخص من مناطق القتال في رفح، لكن الكارثة الإنسانية التي يتم الحديث عنها لم ولن تحدث، وفق تعبير رئيس وزراء العدو.
لكن في المقابل، وفي مؤشر واضح الى التخبط الداخلي الاسرائيلي، أبدى وزير الدفاع العبري يوآف غالانت معارضته أن تتولى اسرائيل السيطرة على قطاع غزة بعد الحرب. وقال: طالبت بإيجاد بديل مختلف عن سلطة حماس في غزة لكني لم أحصل على إجابات، مضيفا أن وجود قيادة عسكرية إسرائيلية في غزة قرار سيء، فهذا الحل سيكلف الكثير من الأرواح، ليختم بالقول: “لن اقبل بسيطرة اسرائيل على غزة”.