استبق سمير جعجع الصورة التذكارية لحكومة العهد الاولى غداً في بعبدا، بصورة مع وزرائه الأربعة اليوم في معراب، في تناقض واضح مع ما سبق وأعلنه كلٌّ من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة عن تشكيل حكومة من غير الحزبيين بمهمة الإصلاح والإنقاذ، في وقت كان وزراء حركة أمل وحزب الله الخمسة يعلنون بالتوالي عن انتمائهم السياسي، سواء مباشرة عبر تصريحات علنية، أو بشكل غير مباشر من خلال الصور ومشاهد الاحتفال والاستقبال الأخضر والأصفر التي انتشرت عبر مواقع التواصل.
هذا من حيث الشكل. أما في المضمون، فرسم جعجع أيضاً الخطوط العريضة للبيان الوزاري قبل تشكيل لجنة الصياغة، فتحدث بمنطق يجافي منطق شركائه في الحكومة الواحدة، الذين سيطالبون بلا أدنى شك بالعكس، وهو ما سيشكل اعتباراً من الغد إيداناً ببدء مخاض النقاش في البيان الوزاري الجديد، الذي ستمثل الحكومة على أساسه أمام المجلس النبابي لنيل الثقة خلال ثلاثين يوماً.
وفي الانتظار، الآمال المعلقة على الانطلاقة الجديدة كبيرة بحجم الوعود باستعادة سيادة الدولة على كامل أراضيها وحدودها، وبإطلاق عملية إصلاحية شاملة، وإحياء القضاء العادل، والأهم إخراج الوضع المالي للبلاد من عنق الزجاجة، وإيجاد الحل لقضية أموال المودعين، يكون بعيداً عن الدجل الحكومي الذي ملَّه الناس على لسان رئيس الحكومة السابق وبعض وزرائه، إلى جانب بعض النواب من أصحاب السوابق في إجهاض خطط الإصلاح.
غير ان دخول نواف سلام الى السراي غداً يتزامن وتطورات بالغة الخطورة تعصف بالمنطقة، ولاسيما في ضوء طرح الرئيس الاميركي بشراء غزة، الذي كرره اليوم، مشدداً على ان حق العودة للفلسطينيين لن يكون مدرجاً في سياق الحل.
فكيف ستتعامل الحكومة الجديدة، ومعها العهد الجديد، مع التطورات المتسارعة؟
لعلَّ في التصعيد الاسرائيلي المتجدد قبل أسبوع تقريباً من نهاية مهلة الانسحاب الممددة مؤشراً غير مطمئن، ينبغي معه تكثيف حركة الاتصالات لتفادي الوقوع في محظور جديد، بالتزامن مع حركة عسكرية مقلقة على الحدود مع سوريا.