لم يكن ينقص فضيحة الكهرباء في لبنان الا ان يعلق عدد من الوزراء في “اسنسور” السراي الحكومي بسبب انقطاع التيار.
مشهد محزن يضاف الى سلسلة طويلة من المشاهد المعبرة عن عقم الوعود التي اطلقها من تولوا وزارة الطاقة منذ بداية العام، مطلقين وعود التغذية الكاملة والستة اشهر الشهيرة، المعطوفة على قدح وذم عمره سنوات بحق وزراء الطاقة السابقين والتيار الذي ينتمون اليه، بعدما واجه هؤلاء نكدا سياسيا اشتكى منه حتى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وشخصيات سياسية من مختلف الاطياف بتصريحات موثقة بالصوت والصورة.
اما التبرير بالحديث عن درس ملف من هنا ووضع خطة من هناك، فمردود، ذلك ان كل الخطط موضوعة منذ عام 2010، وتم اقرارها في مجلس الوزراء، وتم تحديثها مرارا، ولو تم الالتزام بالتطبيق منذ اليوم الاول، لكان لبنان ينعم بالاربع وعشرين ساعة على اربع وعشرين منذ عام 2015.
اما ان يأتينا اليوم من اسهموا في العرقلة، بعدما اعلن رئيسهم في خطاب شهير ان جبران باسيل لديه كل النية الطيبة لحل الموضوع، وبأن المشكلة ليست في وزراء التيار الوطني الحر بل في مكان آخر… ان يأتي هؤلاء “ويربحوا اللبنانيين جميلة” بأنهم يدرسون ويخططون، ففي الامر خديعة لا تنطلي على شعب ذاكرته لن تخونه من جديد.
لكن اذا كان الوزراء علقوا في الاسنسور… “بسيطة”… لأن الاهم الا تعلق سائر الحلول الموعودة وتبقى في ارضها، لا تطلع ولا تنزل، فيلقى حصر السلاح اللبناني مثلا مصير سحب السلاح الفلسطيني، وهكذا دواليك بالنسبة الى سائر الملفات وابرزها الاصلاح المالي ونهوض الاقتصاد.
اما الحدث اليوم، فيبقى في قرار المدعي العام المالي الجديد، ومنه نبدأ النشرة.