IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “OTV” المسائية ليوم الأحد في 19/05/2019

استراح الشرق الأوسط، ولو مؤقتا، من التصعيد المفتعل والتوتر المصطنع بين واشنطن وطهران. لعبة عض الأصابع واختبار الصوت العالي واستعراض القوة ونفخ العضلات ما لبثت ان “نفست”.

وما حصل مع كوريا الشمالية، وما يحصل مع فنزويلا، وما يجري بين الحكومة الافغانية التي تسيطر عليها واشنطن وبين طالبان، يسري اليوم على ايران. همروجة السيف والترس تكاد تنتهي بلا غالب ولا مغلوب على الطريقة اللبنانية. الفيلم الذي أعد على عجل لم يحقق الاقبال المنشود. تكرار في المشاهد واستعادة لسيناريو غير مقنع واستعانة بممثلين لا مهابين ولا موهوبين.

انتهت المسرحية، وأسدلت الستارة إلى حين. وعلى الرغم من أن الجميع وصل إلى حافة الهاوية إلا أن ترامب لا يريد الحرب، وايران التي لم تردها يوما ترد التحية بالمثل: لن نكون البادئين بها. أما البارز فهو الدعوة لقمتين طارئتين في مكة المكرمة وجهها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في 30 أيار الجاري، لبحث تطورات الوضع في الخليج، ما يوحي بأن الرياض تريد استعادة المبادرة والامساك بزمام أزمة طرفاها وبطلاها إيران وأميركا.

وفي الداخل، فتح الأسبوع على رحيل وغياب الكاردينال الكبير ووداعه في استفتاء وطني جامع، كانت بكركي قبلته والبوصلة من لبنان إلى انطاكيا إلى سائر المشرق.

اللبنانيون الذين اجتمعوا في وداع البطريرك صفير لم يجمعوا بعد- أو بالأحرى حكومتهم- على موازنة ترمي لهم طوق نجاة من الطوفان المزعوم، أو تدلهم على مخرج طوارىء من الحريق المفتعل، أو تبقيهم في بيوتهم آمنين لا على الطرقات غاضبين بسبب المس بقوتهم وجنى العمر وتعب السنين.

جلسة خامسة عشر الليلة لاستكمال البحث في الموازنة، من دون اغفال أن للبحث تتمة مطلع الأسبوع المقبل، مع إخراج ملف الأسلاك العسكرية والأمنية من يد السياسة ووضعه في عهدة المجلس الأعلى للدفاع برئاسة رئيس البلاد العماد ميشال عون، المؤتمن الأول على العهود والوعود والأمانات والتضحيات، وفي طليعتها تضحيات المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية.

وفي هذا السياق، تؤكد مصادر للotv ان “التيار الوطني الحر” لن يكون يوما في وجه الجيش، كما يسوق بعض الأقلام الصفراء والنيات السوداء، بل خط الدفاع الأول عنه، مع التزامه قول الحقيقة كاملة كما هي، وهو آل على نفسه العمل لاعادة اطلاق عجلة الاقتصاد باتجاه الانتاج واتخاذ الاجراءات الانقاذية لتلافي حصول أي انهيار، ومواجهة الواقع بجرأة وصدق وعلم ورؤية، متخطيا مزايدات وحلول آنية مجتزأة قاصرة عن بلوغ الغايات الآمنة المستقبلية، تارة باعتبارها موجعة، وطورا بتصويرها في غير أوانها ومكانها، وحينا بتحريض فئات وجهات معينة ضدها.

وتشدد المصادر على أن استعادة الثقة بين الدولة والمواطن هي حجر الزاوية في مسيرة الانقاذ، وهو ما شدد عليه الرئيس عون في افطار بعبدا الرمضاني. وما يطرحه ويناقشه “التيار الوطني الحر” عبر رئيسه الوزير باسيل في جلسات الموازنة، إنما يندرج في هذا السياق، وما يقدمه من مخارج ومقترحات ومعالجات يطال أكثر من باب وعنوان وقطاع، ولا يقتصر على مجال واحد، كما يصر البعض على الترويج والتحوير والتحريف ومن بينهم- للاسف- وزراء يقولون في داخل الجلسات ما يقوله الوزير باسيل “وحبة مسك” ويزايدون، لكنهم خارج الجلسات عكس ذلك يسربون.

 

أما في موضوع السقطة الأخلاقية والاساءة المهينة بحق الكاردينال صفير، فتؤكد مصادر “التيار” أن القضية ليست مرتبطة ببشارة الأسمر كفرد، وليست المسألة شخصية معه أو مع غيره، بل ان ما حصل يطرح اشكالية الموقع والدور الذي يشغله الأسمر وما يمثل وما يؤثر، وهو ما شدد عليه وفد “التيار الوطني الحر” إلى بكركي بأنها والكنيسة والبطاركة والكاردينال الراحل هم فوق سقف الأذى والتعرض لقامتهم ومكانتهم.