IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الاثنين في 20/05/2019

الوزير جبران باسيل وما يمثل، لا يمكن أن يكون ضد الجيش. أما الحملات الهادفة إلى تصويره كذلك، فلا يمكن أن تنطلي على أي مواطن لبناني يعرف تاريخ التيار الوطني الحر الذي يرأسه باسيل، والذي ولد من رحم الجيش لا الميليشيات، وإلتف حوله كل من يؤمن بقيام الدولة، التي يتساوى إزاءها جميع اللبنانيين، أفرادا وجماعات، في الحقوق والواجبات…

هذا من حيث المبدأ والمنطق ولو كانت التهمة جاهزة أصلا للـ OTV بالانحياز، ذلك أن الموضوعية وفق مفهوم البعض هذه الأيام، هي فقط في أن تعارض رئيس الجمهورية، وأن تشتم جبران باسيل وتحمله المسؤولية عن كل مصائب البلد، من دون أن تكلف نفسك حتى عناء السؤال عما كانت عليه الأحوال قبل تولي ميشال عون وجبران باسيل الرئاسة والوزارة…

أما على خط الموازنة، فالموضوعية الفعلية تقتضي التذكير بأن رئيس تكتل لبنان القوي لم يطرح يوما المس بحقوق العسكريين، لا المتقاعدين ولا الذين في الخدمة، بل عرض أفكارا على مجلس الوزراء، عناوينها خمسة، أحدها فقط يتطرق إلى حجم الدولة، أي إلى القطاع العام، من مدنيين وعسكريين، فيما باقي العناوين يتعلق بالهدر والتهرب الضريبي والتهريب الجمركي وخدمة الدين والميزان التجاري اي الوضع الاقتصادي ككل، هذا فضلا عن ملف الكهرباء، وكل ذلك بهدف إطلاق الإصلاح الذي يعيد الثقة الى الدولة، وفق ما شدد عليه الرئيس عون في الإفطار الرئاسي الاخير…

والموضوعية الفعلية تقتضي ايضا لفت النظر إلى المعادلات الغريبة العجيبة التي ترسم للبنانيين، كلما طرح أحدهم أي مطلب محق.

فمطلب انسحاب الجيش السوري من لبنان، اعتبروه تعريضا للعلاقات الأخوية ومسا بالعروبة… ومطلب احترام الميثاق والمناصفة والشراكة، استهدافا للطائف والوفاق والاستقرار، ومطلب عودة النازحين، عنصرية ليس لها مثيل. وهكذا دواليك…

فإذا طرحت أفكارا يحقق تطبيقها نقلة نوعية من وجهة نظرك، تنتشل البلاد من آتون الأزمة الاقتصادية وتنقذها من خطر الانهيار، فأنت تؤخر الموازنة، وأنت ضد لقمة الفقير، وأنت تستهدف الجيش…
فلماذا المفروض دائما أن يكون الخيار على هذا الشكل؟ ولماذا الاصرار على تصوير الطرح الاصلاحي وكأنه ضد الناس؟ وما الذي يمنعنا أن نختار ولو لمرة، بين الصح والخطأ، بين العلم والعشوائية، وبين الواقعية والمزايدة؟ وهل من الضروري دائما أن تقع الواقعة حتى يبدأ البحث في الخروج منها؟ أم يمكن اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة، التي يعرفها المجتمع اللبناني قبل الدولي؟

هذا هو السؤال الكبير اليوم، الذي يصبح أمامه خبر من نوع استقالة بشاره الاسمر تفصيلا بسيطا، ولو أنه فتح الباب على مصراعيه امام البحث في تركيبة اتحاد عام، تخلى منذ سنوات عن صفته العمالية، لمصلحة أخرى لونها سلطوي بامتياز.