IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأحد في 08/12/2019

في النهاية، سيخرج لبنان من المحنة، وستنتصر الوحدة الوطنية فيه على الأزمة الراهنة، بأبعادها الداخلية كما الخارجية، تماما كما انتصرت على سائر الأزمات التي عصفت بالبلاد، منذ الاستقلال وحتى اليوم.

هذا هو الأساس. أما التفاصيل، فتتمحور حول الأسئلة الثلاثة الآتية:

السؤال الأول: ما هو مصير الاستشارات النيابية الملزمة غدا، في ضوء الغموض الذي يكتنف الأسماء المطروحة للتكليف، أو عدد الكتل المشاركة، وصولا إلى موقف المتظاهرين من نتائجها؟. وفي هذا الاطار، علم أن بعبدا تدرس الاحتمالات، بما يحقق مصلحة الوطن وجميع أبنائه. ومساء، برز موقف لافت للنائب فيصل كرامي، سأل فيه: “ما جدوى الاستشارات النيابية الملزمة، إذا كانت الطائفة السنية أعلنتها من دار الفتوى مبايعة شاملة لسعد الحريري؟”. وأضاف: “الطائف باي باي وبأيدي السنة قبل سواهم”.

السؤال الثاني: متى يدرك المتلاعبون بمصير الوطن، المخاطر المتزايدة على الوضعين الاقتصادي والمالي، في ضوء استمرار التأزم الداخلي من دون أفق واضح للحل؟. وفي هذا المجال، برز التحذير الصريح الذي أطلقه الوزير جبران باسيل، في حديث إلى قناة “فرانس 24″، قائلا إن “لبنان إذا استمر على هذا المنوال، لن يتمكن من الصمود طويلا، وتعد له فوضى لن تكون خلاقة بل مدمرة”.

السؤال الثالث: لماذا التمادي في السعي إلى التلاعب بالتوازنات الوطنية؟. وفي هذا السياق، لفت اليوم تنبيه رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، من محاولات تجرى على حساب اتفاق الطائف ووثيقة الوفاق الوطني، لأن الطائف يقول إن كل حكومة يجب أن تتمثل فيها كل الطوائف والمذاهب بصورة عادلة، والآن هم يتجاوزون هذا المبدأ، ويحاولون أن يفرضوا بعض التمثيليين في الحكومة لإنجاح محاولتهم في الضغط على المقاومة وعلى خيار اللبنانيين.

لكن، بعيدا مما تقدم، وفي مقابل ما تشهده الساحة اللبنانية من مواقف نافرة، برزت اليوم صرخة للوزير الياس بو صعب، قائلا: “مؤسف ما سمعناه اليوم من كلام سياسي غير جامع وتخطى المطالب الاجتماعية للمواطنين، فزادت قناعتنا بأن لا خلاص للبنان إلا بدولة مدنية، فيكون هناك فصل للدين عن الدولة”.

معبر جدا كلام وزير الدفاع. أما العبرة، ففي تلقف الرسالة، واطلاق مسار العمل الجدي لتحقيق التحول الجذري المنشود على مختلف المستويات، وفق خارطة طريق خطوطها العريضة معروفة من الجميع، وهي الوحيدة الكفيلة، ليس فقط بإخراج لبنان من أزمته الراهنة، بل بتحقيق نقلة نوعية، ينشدها المتظاهرون الصادقون، تماما كالقوى السياسية الصادقة في تاريخها وحاضرها النضاليين في سبيل تحقيق الإصلاح.