IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم السبت في 2021/02/27

قالت بكركي كلمتها اليوم، وكان واضحا من حيث الشكل، الحرص على أمرين: الأول، منع محاولة بعض الأحزاب الهيمنة على المشهد، حيث اتخذت تدابير صارمة لمنع تسلل الرايات المختلفة إلى باحة الصرح، على رغم أن أصحابها جابوا الطرق المحيطة، مصرِّين على تلوين مواقف البطريرك الماروني بما لا يريد، من خلال بعض الهتافات.

أما الأمر الثاني، فإصرار الصرح البطريركي على تظهير صورة حوارية جامعة، استكمالا لمسار بكركي التاريخي، ولو أن جزءا أساسيا من المطالب المرفوعة لا يحظى بموافقة مكونات أساسية سياسية ومجتمعية.

وفي مقابل تمسك بعض الأحزاب باستثمار صرخة بكركي لأهداف سياسية محلية، جاء تأكيد الهيئة السياسية في “التيار الوطني الحر” اليوم على أن علاقة “التيار” بالبطريركية المارونية “تقوم على احترام هذا الموقع ودوره تاريخا وحاضرا، فالتيار يشارك بكركي هواجسها في حماية الوجود، وسعيها الى تثبيت الشراكة المتوازنة، ورفضها لكل ما يمس الهوية اللبنانية، حدودا ونسيجا اجتماعيا ونمط حياة”، حيث اعربت الهيئة عن انفتاح “التيار” على مناقشة أي اقتراح من جانب رأس الكنيسة المارونية، انطلاقا من السعي المشترك إلى حماية لبنان، وارتكازا على الثوابت الوطنية، وتأمينا للتفاهم الوطني حول الخيارات الكبرى، تأسيسا لحلول غير منقوصة تجنب لبنان أي أزمات إضافية.

وفي موقف بالغ الوضوح، شددت الهيئة السياسة في “التيار” على رفض إقحام لبنان في سياسة المحاور، والتزام محور لبنان من دون غيره، وتحييده عن أي صراع لا يرتبط بمصلحة الوطن، مع تأكيد الانخراط في الصراع مع إسرائيل. وذكرت الهيئة السياسية في التيار بأب إعلان لبنان دولة محايدة أمر مفيد وطنيا، ويستوجب تحقيق مجموعة شروط، من بينها موافقة اللبنانيين عليه وقبول الدول المجاورة بذلك.

وإذ أكدت الهيئة حرصها على مبدأ التعاون الدولي، وعلى الحفاظ على علاقات لبنان مع الدول العربية والانفتاح على كل دعم خارجي يأتي للبنان، من ضمن احترام سيادته واستقلالية قراره، رحبت بكل ما يساعد اللبنانيين على كشف حقيقة إنفجار مرفأ بيروت، ودعم صندوق النقد والبنك الدولي والدول الشقيقة والصديقة، واستعادة الأموال المنهوبة والمحولة الى الخارج، وتزويد لبنان بأي معلومات مفيدة حول عمليات الفساد التي أدت إلى الانهيار المالي والإقتصادي، إلى جانب تثبيت حقوق لبنان في أرضه وثرواته، والمساعدة على إعادة اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين.

وخلص بيان الهيئة السياسية في “التيار” إلى التحذير في المقابل من أي مشروع دولي يفتح الباب على أزمات داخلية، ويتم استغلاله خارجيا لحل أزمات إقليمية على حساب لبنان، لتوطين اللاجئين والنازحين أو للمس بأراضي لبنان وثرواته وحقوقه.

وبعد كلمة بكركي وبيان “التيار”، يبقى رصد ردود فعل القوى الداخلية، وبينها “حزب الله”، وتلك الخارجية المؤثرة أو المعنية، ليبنى على الشيء مقتضاه. غير ان الأكيد على المستوى المحلي اليوم، أن محاولة بعض القوى المحلية الانقلاب على دور بكركي الجامع للمسيحيين واللبنانيين، قد باءت بالفشل.