IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “OTV” المسائية ليوم الأحد 21/3/2021

اليوم عيد الأم، وأول أيام الربيع.…وكم اشتاق اللبنانيون الى رؤية أمهم الدولة، وقد عادت قوية معافاة، ليبدأ ربيع وطني جديد…حقيقي هذه المرة، ويبدأ معه فصل جديد من فصول حياة لبنان.

فأمنا الدولة، صحتها عليلة، ليس من اليوم بل منذ عقود، لكن وضعها تدهور كثيرا منذ 17 تشرين الاول 2019، بسبب إحجام قوى سياسية كثيرة عن التجاوب مع نداءات التغيير في النهج، والاصلاح في الاداء، التي رفعها منذ عام 2005، من يلقي بعض المرتكبين والجاهلين، الحمل الثقيل عليه، محاولين تحميله وحيدا مسؤولية ارتكاباتهم هم، يوم كان هو مبعدا عن لبنان.

والوضع ساء كذلك، لأن كثيرين من المنتفضين أساؤوا تشخيص المرض، فساهم هجومهم على البريء في تبرئة المذنب الفعلي.…أمنا الدولة، صحتها عليلة ايضا، لأن بعض أبنائها تنكروا لها في السابق، ولم يكترثوا لآلامها الكثيرة، والعوارض الظاهرة…وتراهم اليوم يتفرجون عليها مريضة، وكل همهم أن يبقوا هم، بنفوذهم ومصالحهم، ومستقبلهم السياسي، ولو اندثرت هي من الوجود.

أمنا الدولة صحتها عليلة، وكثيرون لا يهتمون. هذا صحيح، لكن تشخيص المرض تم والدواء موجود، وكذلك بروتوكول العلاج. مرض الدولة أولا ثغرات في الدستور لا دواء لها الا الحوار، من ضمن بروتوكول علاجي توافقي، لا من باب التحدي، او الاستهداف، بل بهدف الشفاء النهائي.

ومرض الدولة أيضا، سياسات اقتصادية ومالية مزمنة، من ثمارها تعرفون نجاحها من الفشل، ودواؤها تدقيق جنائي لا يزال قيد العرقلة، وقوانين إصلاح تنام في أدراج النسيان، لكن بروتوكولها العلاجي نشاط تشريعي إصلاحي، في جو إيجابي، الى جانب فعالية حكومية برسم خطط الاصلاح وتطبيقها، ومقاربة الدعم الدولي وفق مصلحة لبنان.

وفي هذا السياق، الأنظار غدا نحو بعبدا. واذا كان الداء معروفا وكذلك الدواء، فكل المطلوب ان نعرف من سيستخدم الدواء لمعالجة الداء، وهل يحمل شهادة الدستور، ويتمتع بكفاءة الميثاق ويحظى بثقة المريض وأهله، من خلال وحدة المعايير، وثقة اصدقائه من خلال التوجه الجدي للعمل.

والأنظار غدا أيضا نحو اجتماع المجلس المركزي لمصرف لبنان، لتحديد تفاصيل الآلية الجديدة الخاصة بضبط سعر صرف الدولار التي أعلن عنها من القصر الجمهوري. فهل تبدأ غدا تباشير الربيع، أم نحن مجددا على أبواب شتاء قارس؟.

من الآن وحتى معرفة الجواب، تحية الى كل أم على الأرض او في السماء، وكل بداية ربيع وأنتم بخير.