IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”OTV” المسائية ليوم الثلثاء في 20/07/2021

إذا تريث رئيس الجمهورية في الدعوة الى استشارات التكليف، إفساحا في المجال أمام المشاورات بين الكتل، قالوا إنه يعطل تسمية رئيس جديد للحكومة ويتجاوز الصلاحيات ويخالف الدستور ويضرب الطائف ويؤسس لنظام رئاسي لا برلماني. أما إذا سارع إلى الدعوة، لأن الظرف لا يحتمل مزيدا من إضاعة الوقت، ولوضع الكتل أمام مسؤولياتها الدستورية، فموعد الاستشارات بالنسبة إليهم “إرتجالي”، والهدف من الدعوة ليس “التكليف” بل “حشر”الكتل.

إنها بكل بساطة حكاية “إبريق الزيت” لدى بعض القوى السياسية، التي لا تعمل، ولا تدع أحدا يعمل، ولا تحيد من درب الذين يرغبون بالعمل.

فالكسل السياسي لدى هؤلاء بلغ مداه، والنتيجة أنهم بعد سنة ونصف السنة على بدء الأزمة الحالية، تراهم إما يتفرجون أو يثرثرون.أما التصدي للمشكلات، فطريقه الوحيد بالنسبة إليهم هو الهرب الى الامام، وتفادي الخوض في مسار الإصلاح، على أمل مساعدات خارجية قد تأتي لتمدد لهم ولأبنائهم وأحفادهم وأقاربهم من بعدهم، الإقامة في مراكز السلطة، التي استطابوها منذ ثلاثين عاما على الأقل.

لكن في كل الحالات، فليقولوا ما يقولون وليثرثروا ما يشاؤون. فلرئيس الدولة في لبنان صلاحيات واضحة محددة في الدستور الذي أقسم عليه. وصلاحياته سيمارسها حتى آخر فاصلة، تحت سقف الميثاق الوطني والتفاهم بين اللبنانيين والوحدة بين المكونات.

والمطلوب عوض الثرثرة اليوم، أن تسمى شخصية جديدة لتشكيل الحكومة، وأن تشكل الحكومة الجديدة بأسرع وقت يمكن، لأن الأوضاع المعيشية لم تعد تطاق، وليس مقبولا تحميل الناس مسؤولية النهب المتواصل على مدى ثلاثة عقود، وأن ينتقل الناهبون المعروفون من ممارسة السرقة، الى التنظير في الإصلاح.

ومجددا نقول، إذا كان المطلوب حكومة تطيل الأزمة الوصفة جاهزة، إذ تكفي العودة الى تركيبة معظم الحكومات المتعاقبة منذ عام 1990، لإدراكها.

وإذا كان المطلوب حكومة تتعايش مع الأزمة، فالوصفة أيضا جاهزة، ولا يتطلب تطبيقها أكثر من استنساخ تركيبة حكومة تصريف الأعمال الحالية.

أما اذا كان المطلوب حكومة تطلق مسار الخروج من الازمة، عبر تحقيق الاصلاحات المعروفة، وهذا ما يأمل فيه جميع الناس، فالوصفة ايضا وايضا جاهزة: دستور وميثاق ووحدة معايير لناحية التشكيل، وكفاءة ونظافة كف ومشروع محدد لناحية العمل والانجاز.

رئيس الجمهورية حدد الموعد اذا. فتحملوا مسؤولياتكم وهلموا الى التسمية. وليكن التعاون بين اللبنانيين عنوان المرحلة المقبلة، لأن الخلافات لن تنتج إلا مزيدا من الغرق والفشل، وفي هذا السياق تصب كل الجهود المبذولة لبنانيا وفرنسيا ودوليا في في هذا الوقت بالذات.