IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الثلثاء في 2021/12/21

يوم أطلقوا رصاص الابتهاج في 13 تشرين الأول 1990، فاتهم أنهم إذا انتصروا بقوة الاحتلال فقد خسروا، وأن الثور الأسود أكل بعدما أكل الثور الأبيض، فكان مصيرهم بعد سنوات قليلة، السجن سنوات كثيرة، ليكون مصير المجتمع الذي طالما زعموا الدفاع عنه الانكفاء السياسي والميثاقي عن دولة ما بعد الطائف.

ويوم التحقوا بالتحالف الرباعي في اول انتخابات نيابية بعد خروج الجيش السوري من لبنان، لتصب أصواتهم في صناديق الاقتراع يوم 12 حزيران 2005، في دائرة بعبدا-عاليه وغيرها، الى جانب أصوات حزب الله وأمل والمستقبل والاشتراكي، فرحوا بالفوز ببعض المقاعد، ولكن سقطت من ذاكرتهم كل النضالات في سبيل الحرية والسيادة والاستقلال، وغاب عن بالهم الميثاق الوطني المغتصب، والشراكة الوطنية المغيبة.

ويوم تباهوا بإسقاط اقتراح قانون اللقاء الأرثوذكسي الذي يعيد للمسيحيين حقهم بانتخاب 64 نائبا من 64، في 15 أيار 2013، لقاء وعود بتحالفات ومقاعد، سقط من اولوياتهم تصحيح التمثيل، وتحرير التوازن المخطوف، وتحديد مصير المناصفة المفقودة.

ويوم كانوا اول المهللين لإعلان الرئيس سعد الحريري استقالته من السعودية في 4 تشرين الثاني 2017، مدخلين تفاهم معراب التاريخي في زواريب حساباتهم المعروفة، أسقطوا من حسابهم أن قصف جسور التواصل بين مكونات الوطن هو بالفعل قصف للوطن بجميع مكوناته من دون تمييز.

أما اليوم، فيبدو أن البعض لم يستخلص العبر، ولم يتعظ من دروس التاريخ. فرصاص الابتهاج الذي أردى السيادة والمشاركة عام 1990، عاد اليوم ليتمادى في الجريمة، ولو على شكل بيانات التهاني، وتغريدات الفرح، بضرب صلاحية إضافية من صلاحيات رئاسة الجمهورية، هي صلاحيته برد القوانين وفق المادة 57 من الدستور، وذلك بالتكافل والتضامن مع الشركاء في الارتكاب السياسي، الذين يشكلون عمليا الاكثرية الفعلية التي تتحكم بمسار الامور.

اكثرية نحرت اليوم المجلس الدستوري، بعدما أطفأت محركات الحكومة، وضربت التشريع، وعطلت القضاء، مرورا بتلغيم كل محاولات الاصلاح وبناء الدولة على مر السنين… أكثرية تقوم على المقايضات، وتنام على الصفقات، بدليل ما كشفه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل اليوم عن اتصال وعرض تلقاهما، قبيل انتهاء جلسة المجلس الدستوري اليوم.