IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم السبت في 15 كانون الثاني 2022

بلد العجايب والغرايب. هذا هو لبنان اليوم.
فالعماد ميشال عون، المعارض الاول للمنظومة وجرائمها، قبل الرئاسة وبعدها، يحمله البعض مسؤولية كل شيء. اما تشكيلة المجالس النيابية التي غطت والحكومات التي فشلت والوزراء الذين نهبوا والنواب الذين اخطأوا والاداريين الذين فسدوا، فصارت المعبرة عن ارادة التغيير، والناطقة بلسان الثورة وباسم الاصلاح.

وبين المعارض الحقيقي والسلطة الفعلية، الشعب ضحية الحملات الاعلامية الممنهجة، والكوارث المعيشية المفتعلة والتعميمات المقصودة والتعاميم المبهمة وايام الغضب المصطنعة، عسى ان يتجه الى الصناديق الانتخابية في ايار المقبل منهكا يائسا، ليجد في شعارات سمير جعجع الجاهزة ومساعدات غيره المعلبة والكميات الضخمة من الرشاوى المتنكرة بأقنعة الدعم الاجتماعي والتضامن الانساني والوطني طريق الخلاص.

هذه هي صورة لبنان اليوم، بعد 79 عاما على الاستقلال و47 عاما على الحرب و32 عاما على الطائف و22 عاما على التحرير من العدو و17 عاما على خروج الوصي، وقبل اربعة اشهر من استحقاق مفصلي، جرى التمهيد للديمقراطية فيه بضرب قانون الانتخاب وتعطيل معظم البنود الاصلاحية فيه، والمجلس الدستوري فوق الاثنين.

بلد العجايب والغرايب. هكذا اصبح لبنان اذا، او بالاحرى هكذا جعلوا هم من لبنان.
غير ان ما فاتهم جميعا، ومرارا في السابق، وما سيفوتهم بكل تأكيد في ايار، ان في لبنان شعبا لا قطيعا، ووعيا وادراكا عصيين على غسل الادمغة والتخدير، وذكاء معروفا يتفوق بأشواط وأشواط على كل محاولات التذاكي التي يمارسها سياسيون لا يبغون الصالح العام ولا يفهمون الخدمة العامة. فهذا الشعب الذي افترش الساحات عام 1989 تمسكا بالسيادة، وسنة 2005 من اجل لبنان، ورفع صوته عاليا في كل استحقاق نيابي مذذاك، يبقى وحده الامل، وهو وحده من سيتحول من جديد سبيل انقاذ يفاجئ الجميع…فلا يخطئن احد في العنوان.

هذا في الانتخابات. اما في اليوميات، وفي ظل الاوضاع الحياتية التي باتت لا تطاق، فالتطور الابرز هذا المساء بيان مشترك لحركة امل وحزب الله اكدا فيه مواصلة العمل من آجل تصحيح المسار القضائي في ملف انفجار المرفأ، لكنهما وبعدما تسارعت الاحداث وتطورت الأزمة الداخلية إلى مستوى غير مسبوق، اعلنا الموافقة على العودة إلى المشاركة في أعمال مجلس الوزراء من أجل إقرار الموازنة العامة ومناقشة خطة التعافي.