IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأحد في 2022/02/13

ثلاث ظواهر ترصد اليوم في الفضاء السياسي اللبناني:

الظاهرة الأولى، الفاسدون الذين يحاربون الفساد، ويعيدون بناء ما تهدم، بناء على مبدأ عدم تغيير الضباط خلال الحروب، حتى ولو ارتكبوا أخطاء قاتلة في حق الشعب والوطن، حتى لا نقول أكثر. أما حماة الفاسدين الذين يحاربون الفساد، فأسوأ منهم، لأن تغطية الفاسد جريمة مستمرة كالفساد، منذ أوائل التسعينات إلى اليوم.

الظاهرة الثانية، الورثة السياسيون الذين يرفعون شعار التغيير وإسقاط المنظومة، وكأن آباءهم لم يوافقوا على ضرب صلاحيات رئاسة الدولة في الطائف، ولا تولوا وزارات “مدهنة” على عهد الوصاية وبعده، أو كأنهم ليسوا في صداقة معلنة مع حماة الفاسد، بعدما كانوا في السنوات الماضية من أبرز المنظرين للسياسات الخاطئة في السياسة والاقتصاد والمال، التي أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه.

أما الظاهرة الثالثة، فحلفاء حزب الله الذين يرفعون اليوم شعار مناهضة الحزب ورفض الاحتلال الايراني. فمن من كل هؤلاء لم يكن في حالة تحالف أو وئام مع حزب الله في السنوات السابقة؟ أقله منذ عام 2005 إلى اليوم؟ تيار المستقبل الذي أصبح رئيسه مرشح حزب الله الأول لرئاسة الحكومة؟ الاشتراكي الذي له صولات وجولات في المزايدة بالمقاومة والولاء لسوريا؟ القوات اللبنانية التي التحقت بالتحالف الرباعي؟ حزب الكتائب الذي أعلن رئيسه الأعلى أمين الجميل ذات يوم أن السيد حسن نصرالله يذكره بوالده الراحل مؤسس الكتائب الشيخ بيار؟ واللائحة تطول.

لكن، قبل الدخول في العناوين المطروحة، ولأننا على مسافة ثلاثة أشهر تقريبا من الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 15 أيار المقبل، الموعد الذي يمارس فيه الشعب حقه الدستوري بأن يكون مصدر كل السلطات، تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019.

تذكروا مثلا وين كانو كلن يعني كلن، يوم 13 شباط 2005، عشية استشهاد الرئيس رفيق الحريري. تذكروا كيف كانوا يزحفوا على عنجر وكيف كانوا يضطهدوا الناشطين ويزجوهن بالسجون، وكيف كانت مواقفن عم تدافع عن المحتل وتبرر الوصاية، وكيف كانوا مستفيدين ماديا وسياسيا من انتهاك سيادة لبنان. وما تنسوا ابدا كيف هالاطراف نفسن، بليلة ما فيها ضو قمر، قلبوا البارودة من كتف لكتف، وصاروا يزايدوا بالحرية والسيادة والاستقلال و14 آذار على اصحاب هالمطالب الاصليين. ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية.