IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأحد في 12/12/2021

ازاء الواقع المأزوم، غير المسبوق في تاريخ لبنان، امام اللبنانيين خياران لا ثالث لهما:

الخيار الاول هو الاحباط، ونتيجته الطبيعية الاستسلام للأوضاع السيئة لتتحكم بمسار الامور على مستوى الحياة الشخصية للأفراد والعائلات، والحياة الوطنية للجماعات والمجتمع.

اما شروط هذا الخيار، فمتوفرة، واهمها الاخبار السيئة التي تتوالى يوميا عن انسداد الافق السياسي بفعل استحالة انعقاد مجلس مجلس الوزراء وخنق العدالة من خلال اقحامها بالسياسة، عدا عن الفوضى المنظمة والتخبيص المتعمد في موضوع الدولار والوضع المعيشي.

اما الخيار الثاني المتاح للبنانيين، فهو المواجهة، انطلاقا من المنطق القائل بأنك اذا خضت معركة قد تخسر او تربح اما اذا لم تخضها، فأنت خاسر حتما. والمواجهة المطلوبة ليست فكرة في الهواء، بل استحقاق سياسي هو الانتخابات النيابية التي ستحصل على الارجح في ايار المقبل.

والشروط التي يجب ان تتوفر للنجاح في خيار المواجهة في يوم الانتخابات النيابية ثلاث:

الشرط الاول، التخلص من العادات والتقاليد السيئة التي غالبا ما ترافق الاستحقاقات الانتخابية في لبنان، كالتصويت لقاء خدمة خاصة ولو مخالفة للقانون، او في مقابل رشوة مالية، وفي هذه الايام قد تسمى مساعدة، او انطلاقا من ولاء اعمى لزعيم، ولو كان مسؤولا مع غيره عن الانهيار بفعل ثلاثة عقود امضاها هو وازلامه في مختلف مراكز الحكم.

اما الشرط الثاني للنجاح في المواجهة الانتخابية، فهو التصويت الموضوعي لا الانتقامي او المبني على حملات اعلامية واعلانية وسياسية ممولة ومنظمة… تصويت يأتي بعد فحص ضمير سياسي ومراجعة للمرحلة الماضية برمتها، منذ الطائف وحتى اليوم، وانعاش الذاكرة حتى لا يكون النسيان حليف الفاسدين والمجرمين والمخربين. ففي جميع المحطات المفصلية على مدى ثلاثين سنة واكثر، ثمة من كان ينبه ويحذر ويصارح، وهناك في المقابل من كان يغش ويكذب ويتمسكن، والمحطات كثيرة جدا، ولا يجوز تناسيها عند التصويت.

ويبقى الشرط الثالث والاخير للنجاح في المواجهة، هو الاقدام لا الاحجام، من خلال المشاركة الكثيفة في صنع مصير الوطن وترجيح كفة الاصلاحيين الفعليين لا الطارئين او المتنكرين في مجلس النواب، والاهم عدم السماح للشخصيات والقوى السياسية المرتكبة بركوب الموجة الشعبية الناقمة على الاوضاع المعيشية لتعزز مكانتها السياسية على حساب من يواجهها ويقاومها بشراسة منذ سنين.

بهذه الشروط الثلاثة، تنجح المواجهة، ومن دونها احباط دائم وهجرة اكيدة من شؤون الوطن، وحتى من ارضه، ونكران لتضحيات شهداء كثيرين، نستذكر منهم اليوم اللواء البطل فرنسوا الحاج والنائب والصحافي-الرمز جبران تويني.