IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأربعاء في 20/4/2022

المعركة الانتخابية المقبلة ليست معركة أكثرية نيابية.

فاللبنانيون جربوا أكثرية بهذا المعنى في يد فريق 14 آذار، على مدى 13 عاما، أي بين انتخابات 2005 وانتخابات 2018، ولم تكن النتيجة مشرفة، لا سيادة ولا ازدهارا، بل على العكس.

واللبنانيون اختبروا أكثرية أخرى بهذا المعنى، مع تحالف قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر منذ سنة 2018، أي لأربع سنوات تقريبا، ولم تكن النتيجة أبدا على مستوى الآمال والتطلعات.

وبناء على ما تقدم، من غير أن المنطقي أن يكون الخروج من الأزمة الراهنة بالتجديد للأكثرية النيابية الراهنة بمفهومها المتداول، ولا هو طبعا بإعادة انتخاب الأكثرية السابقة، لأن التجربتين لم تكونا ناجحتين.

فمن يجب على اللبنانيين أن ينتخبوا إذا؟ الجواب قد يبدو صعبا للوهلة الأولى، لكنه في الحقيقة سهل وبسيط.

فإذا كان المطلوب اليوم في لبنان هو الإصلاح، فإن الأكثرية الوحيدة التي ينبغي انتخابها هي أكثرية إصلاحية، لا أكثر ولا أقل.

فيا أيتها اللبنانيات وأيها اللبنانيون اقترعوا لأكثرية مع التدقيق الجنائي، ولا تنجروا خلف شعارات رفض السلاح أو تأييده.

اقترعوا لأكثرية مع اقرار القوانين الإصلاحية الأساسية، كتعزيز استقلالية السلطة القضائية واستعادة الأموال المنهوبة وكشف حسابات وأملاك العاملين في الشأن العام وإنشاء المحكمة الخاصة بالجرائم المالية، ولا تتأثروا بالكلام الفارغ عن احتلال ايراني من هنا أو عداء لدول صديقة من هناك.

اقترعوا لمن رسم الخطط، لا لمن عرقلها، ولمن وضع التصورات الملائمة على مدى سنوات لملفات الكهرباء والمياه والنازحين وغيرها، لا لمن عطلها ومنع تنفيذها بألف ذريعة وسبب.

ولأننا على مسافة 25 من الانتخابات النيابية، نكرر: تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية. واجهوا الكل، وأوعا تخافو من حدا، مين ما كان يكون.