IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم السبت في 23/4/2022

في كل الدوائر الانتخابية على امتداد مساحة الوطن، يتحالف الأضداد والمتناقضون في السياسة، وينسجون التحالفات الانتخابية، ويفصلون بينها وبين التحالفات السياسية. أما البعض، “فمش شايفين الا التيار وتحالفات التيار”.

فالقوات اللبنانية مثلا، التي تزايد يوميا في السيادة والمسيحية والإصلاح، لا تجد حرجا في التحالف مع وليد جنبلاط، صاحب التاريخ المعروف في الجبل، وفي دفاتر الحسابات المتعددة، وفي وصف نفسه بأحد حيتان المال، واللائحة تطول، ولا تخجل كذلك من التحالف مع أشرف ريفي الذي اتخذ ذات يوم إجراء في حق شخص أحرق علم داعش، وطلال المرعبي ذي العلاقة المعروفة بسوريا، وخالد ضاهر الذي طالب بإزالة تمثال يسوع الملك، من ضمن سجله الحافل المعروف… أما البعض “فمش شايفين إلا التيار وتحالفات التيار”.

والكتائب على سبيل المثال، التي ترفع شعارات محورها محاربة الفساد والتغيير وسيادة لبنان، فتخوض المعركة المقبلة بالتحالف مع أبناء مدرسة تحالفت قبل أربع سنوات فقط مع تيار المردة والحزب السوري القومي الاجتماعي، ومع كبار المصرفيين، ومع مرشحين كانوا حتى أمس القريب أعضاء في تكتل نيابي حليف لحزب الله… أما البعض “فمش شايفين الا التيار وتحالفات التيار”.

أما القوى والشخصيات المنبثقة عن أحداث 17 تشرين، فضائعون كيف يزايدون وعلى من، فيما هم مشتتون على أكثر من لائحة في كل الدوائر، وفي وقت انخرط عدد وفير منهم في لوائح الاحزاب التي كانت جزءا أساسيا من كل السلطات التي توالت على لبنان، قبل أن تقفز في اللحظة الاخيرة من القارب، عندما شعرت أنه أخذ يغرق… والبعض “مش شايفين الا التيار وتحالفات التيار”.

أما التيار الوطني الحر، فقد يكون الطرف الوحيد الذي صارح اللبنانيين: صارحهم بتحالفاته المعلنة والواضحة، وصارحهم باضطراره الى المشاركة في لوائح معينة في دوائر محددة من دون تحالف سياسي، بسبب التركيبة الطائفية والمذهبية في البلد، فضلا عن الحسابات الانتخابية، التي يريدها البعض حكرا له، كما فعلت القوات بتحالفاتها، والكتائب بمحاولاتها، والشخصيات والقوى المنبثقة عن 17 تشرين بتشتتها، وهدف جميع هؤلاء أن يحرجوا التيار ليخرجوه، بحيث لا يقدم على اي تحالف، ويبقى وحيدا معزولا محتميا من الاتهامات، لتخلو لهم الساحة، بعدما يختفي وفق مخططهم الصوت السيادي والاصلاحي الصادق شبه الوحيد في البلاد، وينهزم أمام اركان المنظومة، بوجوههم المكشوفة، أو المستورة خلف الف قناع وقناع.

ولأننا على مسافة 22 من الانتخابات النيابية، نكرر: تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية. واجهوا الكل، وأوعا تخافو من حدا، مين ما كان يكون.