IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الخميس في 5/5/2022

في انتظار انطلاق عمليات الاقتراع في الدول العربية صباح الغد، لبنان في صمت انتخابي لا سياسي.

والصمت الانتخابي الذي غيب المرشحين عن الشاشات ولو إلى حين، بدا كأنه صمت إعلامي فقط لا غير، فيما الحاجة ماسة إلى أشكال أخرى من الصمت، لعل من أبرزها الصمت المالي وصمت التحريض والصمت عن التفوه بأكاذيب وبث الشائعات.

وإذا كان الصمت الإعلامي محترما ما خلا بعض الخروق المحدودة حتى الآن، فالصمت المالي يبدو صعب المنال، في ضوء المعلومات المتداولة عن رشاوى انتخابية، وسوق سوداء يرتفع سعر صرف الصوت فيها كلما اقتراب الموعد، وفي وقت تبقى اللوحات الإعلانية الضخمة المكلفة، التي تملأ الطرقات، شاهدا على زور الوعود، وصدى الاطلالات الاعلامية المدفوعة الثمن بتكاليف باهظة ترتقي إلى مستوى الخيال، يتردد ليخرق جدار صمت الهدف الأساسي من ورائه، تحرير الناخب من الضغوط المعنوية ومن الضخ الإعلامي ليحكم ضميره بكل حرية قبل التصويت.

أما التحريض الذي يصمت لساعات معدودة على الشاشات، فلا شك أنه في ترحال بين منطقة ومنطقة وحي وحي، في جولات بعض المرشحين وعلى مواقع التواصل، ليشكل الصمت عن التفوه بأكاذيب الغائب الأكبر وسط غابة الشائعات والتضليل والدجل المستمرة منذ سنوات.

لكن، بغض النظر عما تقدم، يبقى الاتكال الأول والأخير على انتماء اللبنانيين إلى وطنهم، وعلى وعيهم الأكيد لكل ما جرى ويجري، وعلى ذكائهم السياسي المعروف الذي لا يخطئ البوصلة، والذي يميز جيدا بين الشعارات الرنانة التي تطلق قبل كل استحقاق، والواقع المر الذي سيصحون عليه في اليوم التالي للانتخاب.

وعشية يوم الاقتراع في الدول العربية، وقبل عشرة أيام من موعد الخامس عشر من أيار، نكرر: لما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية. واجهوا الكل، وأوعا تخافو من حدا، مين ما كان يكون.