IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الإثنين في 16/5/2022

في انتظار النتائج النهائية لعمليات الفرز، الكفيلة وحدها بتحديد الأحجام النهائية لمختلف الكتل، يمكن التوقف أمام الملاحظات الآتية:

اولا، نجاح الدولة اللبنانية بمختلف أجهزتها في تنظيم العملية الانتخابية في موعدها في لبنان وبلدان الانتشار، على رغم التشكيك الدائم، والتلاعب الفاضح بقانون الانتخاب بأهداف لم تكن خافية على أحد.

ثانيا، نجاح الجيش والقوى الأمنية في فرض الأمن المواكب للعملية، على رغم الخرق الكبير الذي حدث يوم زيارة رئيس التيار الوطني الحر لعكار، إلى جانب الإشكالات المتكررة التي افتعلها أنصار القوات في عدد من المناطق أمس، وأبرزها في شكا.

ثالثا، على رغم البروباغندا المضادة، تؤكد النتائج التي صدرت حتى الآن أن التيار الوطني الحر اجتاز العاصفة، وتمكن من حصد عدد كبير من المقاعد، سيعيده إلى المجلس النيابي بلا أدنى شك ضمن إحدى أكبر الكتل النيابية، وهذا ما سيعلنه رئيسه جبران باسيل في مهرجان الانتصار الذي يقيمه التيار السبت المقبل. هذا مع الاشارة الى أن معظم مرشحي التيار الحزبيين والحلفاء المباشرين تمكنوا من الفوز على امتداد مساحة لبنان، مع تسجيل فوز عدد كبير من المناضلين علىى حساب شخصيات سياسية أخرى، كنائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي والنائب هادي حبيش وآخرين، وفق التقديرات الأولية غير الرسمية.

رابعا، تقدم للقوات على المستوى الشعبي، وبأربعة أو خمسة نواب تقريبا عن تكتلها السابق، مع الاشارة الى ان غالبية المقاعد الاضافية التي حصدتها لم تكن من حصة التيار، كما هو واضح بالأسماء، بل بفعل لعبة الحواصل في عدد كبير من الدوائر.

خامسا، بقاء كتلة الكتائب على حالها تقريبا، حيث من المرجح ان يرتفع عددها من ثلاثة نواب إلى أربعة، على رغم الحملات الإعلامية والإعلانية الضخمة والخطاب السياسي عالي السقف وركوب موجة الثورة، التي بدا أن أكثر من استفاد منها هو حزب القوات.

سادسا، من بيروت الثانية إلى الشمال الثانية مرورا بالجنوب الثالثة والشوف-عاليه وغيرها من الدوائر، تمكن مرشحو ما يسمى بالمجتمع المدني من تحقيق خروق واضحة، عسى أن تحمل هذه الوجوه الجديدة الى المجلس جديدا في الاداء، وأن تضع يدها في يد الاصلاحيين الآخرين الذين فرضوا حضورهم نيابيا منذ سنين.

خامسا: أكد الثنائي الشيعي قوة حضوره الشعبي، مع الفارق الشاسع في الأصوات التفضيلية بين “الحزب” وأمل. وإذا كانت الساحة السنية قد توزعت نيابيا بين أكثر من جهة، حيث أكد الرئيس سعد الحريري اليوم أن خيارة بتعليق المشاركة في الانتخابات كان صائبا، ثبت وليد جنبلاط زعامته للطائفة الدرزية، مع خروج النائب طلال ارسلان من الندوة البرلمانية، وعدم تمكن وئام وهاب من الفوز.

ثامنا: الأهم من كل ما سبق، ألا بتأخر تشكيل الحكومة الجديدة، وأن تتم عملية التكليف والتأليف في أسرع وقت ممكن، وأن تكون الحكومة الجديدة قاردة على الانتاج والعمل.

تاسعا: بعد هدوء المشهد الانتخابي، تعود الملفات الحياتية الى صدارة المشهد، وعنوانها الاول ارتفاع سعر صرف الدولار، الذي سيعيد خلط الاوراق كافة في المرحلة المقبلة.

عاشرا: الانتخابات مهمة، لكن لبنان أهم من الانتخابات. “الانتخابات بتروح وبتجي أما لبنان فباقي، وشعبو وحدو بيبقى صاحب القرار”.