IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الثلثاء في 31/5/2022

في الوقائع، فاز رئيس حركة أمل نبيه بري برئاسة المجلس النيابي لولاية سابعة، بالعدد الأدنى من الأصوات منذ عام 1992، وحسم مرشح تكتل لبنان القوي النائب الياس بو صعب معركة نيابة رئاسة المجلس، المؤجلة منذ أربع سنوات، بعيدا من أي صفقة أو تبادل للأصوات، حيث التزم جميع نواب التيار الوطني الحر بالتصويت بورقة بيضاء في معركة رئاسة المجلس، لكن من دون أن يعني ذلك عدم التقاء الأوراق والقلوب البيضاء في المرحلة المقبلة بين الأطراف المعنيين.

أما في المفارقات، فسجلت جلسة 31 ايار 2022 ما يلي:

أولا، سقوط مقولة الاكثرية والاقلية التي روج لها بعض الافرقاء، وحتى السفراء والإعلام، بعيد الانتخابات النيابية الاخيرة، زاعمين انتصارات تبين أنها وهمية، وفي المقابل، تكريس معادلة الأكثرية “على القطعة” في المجلس الجديد، وهو ما تجلى اليوم بأبهى حلة، حيث فضحت الجلسة الاولى للمجلس النيابي الجديد التنسيق “الركيك” بين اعضاء ما سمي بالاكثرية الجديدة، بما أفضى إلى فشل ذريع.

ثانيا، سقوط نواب ما يسمى “قوى التغيير” في فخ النكايات السياسية من أول الطريق، حيث بدأ هؤلاء نهارهم بمسيرة من أمام مرفأ بيروت، رافعين شعارات جميلة، لكنهم ما لبثوا أن قرنوها بانتخاب المرشح على لائحة وليد جنبلاط غسان سكاف لنيابة رئاسة المجلس، مع ما يعنيه ذلك من ازدواجية في معايير تصنيف القوى السياسية…. فإذا كان مرشح وليد جنبلاط يعتبر في نظرهم خارج المنظومة، فما عساها تكون فعلا هوية تلك المنظومة؟

ثالثا، سقوط القوات والكتائب وعدد من الشخصيات المسيحية وغير المسيحية للمرة الألف في فخ النكد السياسي، حيث التف هؤلاء جميعا حول المرشح الجنبلاطي لنيابة رئاسة مجلس النواب، لا لهدف إلا اسقاط المرشح الياس بو صعب… حتى أن النائب نديم الجميل نادى بأعلى صوت داخل الجلسة: “وينو غسان سكاف، خليما نتعرف عليه”. وفي المناسبة، لم يفت النائب القواتي المستحدث ملحم رياشي، أن يتبادل التحيات الحارة مع نائب حركة أمل علي حسن خليل، علما أن القوات كانت حتى أمس القريب تزايد في موضوع انفجار المرفأ، وتعتبر خليل وسواه مسؤولين عن الانفجار، وتخون غيرها إذا عقد تحالفا انتخابيا ظرفيا مع الطرف السياسي الذي ينتمي إليه هؤلاء…

لكن، في المحصلة، وبعد الوقائع والمفارقات، لا يمكن اعتبار ما جرى اليوم إلا فرصة: فرصة على مستوى رئاسة المجلس، لمقاربة المستجدات بواقعية، وتصحيح الأخطاء، والبناء على الايجابيات. وفرصة على مستوى نيابة رئاسة المجلس، نظرا إلى ما يجسده شخص الياس بو صعب من كفاءة وقدرة على العمل، بناء على تجارب جلية من العمل البلدي إلى النيابي فالوزاري، عدا النجاح على المستوى الشخصي، وهو ما يأمل اللبنانيون في أن يحمل النقلة النوعية المنتظرة إلى الادارة المجلسية، التي ستشكل مع هيئة المكتب محور الحركة التشريعية المطلوبة في الايام المقبلة، لإطلاق مسار الانقاذ الموعود في لبنان.