IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم السبت في 3/4/2021

ما نفع الحكومة اذا كان التدقيق الجنائي هو الضحية؟ وما نفعها اذا لم تكن في تركيبتها واعضائها ومشروعها وروح عملها اصلاحية بامتياز؟ وماذا نكون ارتكبنا في حق الوطن والمواطنين، اذا خضعنا للأمر الواقع الذي يعمل له كثيرون، فأعدنا القديم على قدمه، ولم نغير لا النهج ولا الاشخاص؟ الا نكون نوافق على “ترقيعة” جديدة، تساعدنا على الهرب مجددا من مواجهة المشكلات الاساسية، ولو الى حين؟

ولماذا حصل كل ما حصل منذ 17 تشرين الاول 2019 الى اليوم، اذا كان كل الهدف هو العودة بالبلاد سياسيا الى وضع هو نسخة طبق الاصل عن 16 تشرين الاول 2019، اي عشية انتفاضة الشعب اللبناني، وتكرار تجربة اضاعة الوقت بلا اصلاح او انجاز؟

هذه الاسئلة ليست اكثر من ملخص لما يفكر به اللبنانيون هذه الايام. فهم من جهة، “محروقون” على حل سريع لأن الوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي لم يعد يحتمل، لكنهم في الوقت نفسه يبحثون عن معنى لأحداث الاشهر المنصرمة، كي لا تكون احترقت من حياتهم سدى، من دون تحقيق اي تغيير.

والتغيير في هذه المرحلة له عنوان واحد. وهذا العنوان الواحد يتألف من كلمتين: التدقيق الجنائي، الذي يؤكد الرئيس ميشال عون يوميا اصراره على تحويله الى حقيقة، على عكس الكذبة التي يكرسها باستمرار من يماطلون في انجازه تحت ألف حجة وحجة، او من يؤيدونه في العلن ويمنعونه في السر، والثلاثاء المقبل في هذا السياق لناظره قريب.

واليوم، لفتت تغريدة لرئيس الجمهورية شدد فيها على ان اول خطوة حقيقية في محاربة الفساد تكون بتسمية الفاسدين والإشارة اليهم بوضوح. أما تعميم التهمة فيصب في مصلحتهم لأنه تجهيل للفاسد الحقيقي، وتضليل صريح للرأي العام.

وبالانتقال الى ملف تأليف الحكومة، فلا تزال المعلومات الدقيقة شحيحة، على عكس ما يتداول يوميا في وسائل الاعلام والتواصل من معطيات بعضها لم يعد جديدا، فيما الباقي هو الاساس.

وعصرا، زار الرئيس عون بكركي معايدا، وعقد خلوة لخمس واربعين دقيقة مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، متمنيا اثرها الخروج من النفق الأسود الذي يمر به لبنان، ومشددا على ان السلطة الاساسية هي بيد الشعب اللبناني. وردا على سؤال حول متى الخروج من النفق الأسود، أجاب رئيس الجمهورية: حتى يرجع الرئيس المكلف من الخارج. ولما سئل عما اذا كان متفائلا بتشكيل الحكومة الأسبوع المقبل، كرر الاجابة: حتى يرجع الرئيس المكلف. وعن حل العقد امام تشكيل الحكومة، أجاب: العقد تتوالد، وحين نقوم بحل عقدة، تظهر أخرى. لكنه رد على سؤال حول ما اذا كان متشائما، بالقول: انا دائما متفائل. وعلى هذا الأمل في عيد القيامة، نبدأ نشرتنا اليوم.