بعد موجة التفاؤل غير المبنية على معطيات فعلية، تلاشت أخبار مفاوضات الدوحة والقاهرة حول غزة، وتاليا لبنان، وغابت المعلومات الدقيقة حول مصير زيارة آموس هوكستين لإسرائيل، واحتمال انتقاله إلى بيروت، بشكل يؤكد المؤكد: لا نية لدى إسرائيل بوقف الحرب الآن، وبنيامين نتنياهو مزمع على إكمال مسيرة الاحتلال والقتل والتدمير إلى ما لا نهاية، مطيحا بكل المبادرات وأفكار الحلول، تماما كما درج عليه منذ اليوم الأول لطوفان الأقصى.
وفي غضون ذلك، وبعدما أثبت قدرته في الميدان على رغم ما أصابه منذ هجوم البايجرز والأجهزة اللاسلكية واغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله وأركان أساسيين في قيادته العسكرية على مختلف المستويات العليا والوسطى والدنيا، استعاد حزب الله اليوم المبادرة السياسية، معلنا اختيار الشيخ نعيم قاسم أمينا عاما جديدا.
وفيما رأت حركة حماس في القرار دليل تعاف من الاستهدافات الإسرائيلية التي طالت الهيئات القيادية، سارع وزير الدفاع الاسرائيلي إلى التعليق بأن التعيين مؤقت ولن يدوم طويلا، ملمحا إلى النوايا الاسرائيلية في هذا المجال، ليكرر لاحقا تأكيد مواصلة العمل ضد حزب الله وإعادة السكان إلى شمال فلسطين المحتلة بأمان، معتبرا أنه تبقى لحزب الله عشرون بالمئة فقط من قدراته الصاروخية التي كان يمتلكها قبل الحرب، وهو ما يتناقض بشكل كبير مع حجم العمليات التي يقوم بها الحزب داخل اسرائيل، والتي يوثقها ببيانات متلاحقة على مدار الساعة، وبين الليل والنهار.
وفي موازاة اختيار أمين عام جديد، عقد وفد من كتلة الوفاء للمقاومة في المجلس النيابي، لقاءات مع وفود من كل من تكتل لبنان القوي وكتلة الاعتدال الوطني وكتلة التنمية والتحرير، تحت عنوان وضع الكتل الاخرى في المجريات الحقيقية للواقع الميداني في الجنوب، وبحث موضوع النازحين من مختلف جوانبه، وتوضيح الموقف من الناحية السياسية في ما يتعلق بأولوية وضع حد للعدوان الاسرائيلي ووقف اطلاق النار.
اما من ناحية التيار الوطني الحر، فتواصلت الجولات على مختلف القياديات السياسية والأمنية للبحث في سبل حماية لبنان من أي فتنة، وفي هذا الاطار، سجلت اليوم زيارة قام بها لعين التينة النائب غسان عطالله موفدا من النائب جبران باسيل، حيث سلم الرئيس نبيه بري كتابين في هذا الخصوص، وتم التداول في آخر التطورات السياسية.
وكان وفد من التيار التقى وزير الداخلية، مسلما إياه كتابا من رئيس التيار حول تفعيل دور الأجهزة العسكرية والأمنية في الحفاظ على الأمن ومنع الإشكالات والفوضى التي يمك