من هو رئيس الجمهورية الجديد الذي يبدو أنه سينتخب في 9 كانون الثاني 2025؟
الإسم مهم، لكنه ليس الأهم. فالدستور واضح والصلاحيات معروفة والتجارب ماثلة والقدرة على اجتراح المعجزات معدومة.
فالمطلوب اليوم أكثر من رئيس أو وزير أو نائب أو مدير. المطلوب ذهنية جديدة في التعاطي، تكاد تقطع مع الماضي، لاسترجاع ثقة اللبنانيين أولا، لأن الدولة دولتهم، والمجتمعين العربي والدولي ثانيا، لأن التعويل كبير على وقوفهم الى جانب لبنان لإعادة إعمار ما هدمته الحرب من جهة، وللمساهمة في تجاوز مرحلة الانهيار التي تسببت بها أحداث 17 تشرين الأول 2019 من جهة أخرى.
أما إذا كان بعض الطبقة السياسية يراهن على تمرير المرحلة بأقل الأضرار، تمهيدا لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء عندما تسنح الفرصة، ويخفت الضغط الخارجي، وإذا كانت الذاكرة الضعيفة لبعض اللبنانيين ستكرر ارتكاباتها السوداء، ففي ذلك مؤشر خطير الى مستقبل لن يكون مشرقا لأجيال وأجيال.
الحرب انتهت رغم الخروقات. ومرحلة ما قبل اتفاق الهدنة لن تعود بحكم الأمر الواقع، رغم الشعارات. فتجاوز الحدود بالإسناد أدى إلى نتائج عكسية دفع ثمنها كل الوطن وكل الشعب. وتجاوز حدود الانتماء الوطني بالرهان على اسرائيل من افرقاء معروفين أثبت مرة جديدة فشله وارتداداه عاجلا أم آجلا على أصحابه.
فلنكرس الاستقرار الأمني ليعود الازدهار، ولننتخب رئيسا لنحيي المؤسسات، ولنسع هذه المرة فعلا لا دجلا إلى بناء دولة، فذلك هو الأمل الوحيد بالمستقبل.