IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان” المسائية ليوم السبت في 30/07/2022

مع عدم ظهور “عجيبة” تؤدي الى تأليف حكومة جديدة في لبنان، كي تخلف حكومة تصريف الأعمال، تتركز جهود وضغوط دبلوماسية غربية الآن في اتجاهين: الأول نحو الحض والإلحاح على إجراء الانتخاب الرئاسي في مواعيده الدستورية. والثاني نحو إنجاز الترسيم الحدودي البحري الجنوبي بين لبنان والاسرائيليين. كما أن هناك بالتوازي دفعا ثالثا نحو صندوق النقد الدولي حيث لا يزال المسار في ربعه الاول.

واليوم خرقت المشهد برمته مواقف مهمة أطلقها رئيس البرلمان نبيه بري أمام عدد من الصحافيين مشددا” في موضوع ترسيم الحدود على أن لبنان يريد حقل قانا كاملا “يا كلو يا بلاه” ولا مساومة على ثروتنا مشيرا الى ان مسألة المسيرات سرعت العجلة وفي عودة عاموس هوكستين مساء غد.

وفي موضوع الاستحقاق الرئاسي ومواصفات الرئيس المقبل يرى الرئيس بري “وجوب أن تكون لدى رئيس الجمهورية نكهة مسيحية ونكهة إسلامية وإنما الأهم أن يكون لديه نكهة وطنية” ويكون عنصر جمع وليس عنصر طرح وقسمة. في مجال آخر دافع بري هذه المرة عن أميركا بحسب تعبيره موضحا أن سبب عدم استجرار الكهرباء الى لبنان من الأردن هو تخلف الدولة اللبنانية عن تعيين الهيئة الناظمة للكهرباء منذ 14 سنة في حين أن البنك الدولي يربط تمويل المشروع بإقرار الهيئة الناظمة أولا وثانيا وعاشرا. الرئيس بري الذي وصف علاقته بالجيدة مع الرئيس عون ومع الرئيس ميقاتي كشف أنه يعمل من أجل حصول لقاء ثلاثي بين الرؤساء الثلاثة أو ثنائي بين عون وميقاتي في عيد الجيش. كما تمنى حصول عجيبة كي تتألف الحكومة. في قضية انفجار مرفأ بيروت قال بري: “لو كنت مؤمنا أن علي حسن خليل وغازي زعيتر فجروا مرفأ بيروت “ما كنت بخليهن ينامو ببيوتن”.

في أي حال عشية عودة هوكستين الى لبنان: من سخرية القدر وارتفاع منسوب الكدر واستهتار المسؤولين والقادة بمعيشة وإحباطات الناس وتشبث هؤلاء بأنانياتهم وتناكدهم وبممارسة السياسة في إطار ثقافة “العيش الاختياري ضمن رعب السخافة” وبعدم اعترافهم بالفشل والإخفاق في المصلحة العامة من سخرية هذا القدر أن يتوجه غالبية اللبنانيين على أجنحة الرجاء إلى شرفة انتظار وحيد حتى الآن هو انتظار هوكستين.. ويحدونا الأمل في أن يحمل في جعبته هذه المرة الترياق المتمثل بطرح يعيد الوفود الى طاولة المفاوضات غير المباشرة للبحث في آليات الترسيم عل روائح الثروة الموعودة تتصاعد من اتفاق ترسيمي إذا حصل في خضم عيشة مذلة لم يشهدها اللبنانيون منذ مئة عام.

وفي حين يرجح تجنب شر التصعيد في أيلول- الموعد الذي حددته سلطات الاحتلال الاسرائيلي للبدء بالتنقيب عن الغاز في حقل كاريش فإن ما يعود به الوسيط الأميركي سيكشف الأمور الضبابية. من جهة ثانية إذا استندنا للسياق المنطقي للأمور فإن ما يغلب كفة الاتفاق على كفة الحرب, هو الوقائع الدولية وفي مقدمتها الحاجة الأوروبية الماسة للغاز في ظل تعقيدات الوضع في جنوب شرق أوروبا الأمر الذي يراكم الضغوط الغربية باتجاه إنجاح مسار مفاوضات الترسيم.