IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان” المسائية ليوم الجمعة في 31/07/2020

أضحى مبارك أعاده على اللبنانيين جميعا بالخير وبالخروج من الأزمة.
التضحية، عنوان من عمق القيم الوجدانية والإنسانية السامية، يتجلى بامتياز وأكثر من أي وقت مضى في لبنان اليوم، بتزامن عيد الأضحى المبارك الممتد عبر التاريخ، مع عيد الجيش المعمد بالتضحية على مستوى المؤسسة والدولة منذ خمسة وسبعين عاما، والمؤكد في الوطن والمجتمع منذ قرون أقله منذ عهد الأمير فخر الدين.

لكن الشعور المضني ضمن مسار التضحية في وجدان الإنسان في لبنان، هذه الأيام العصيبة، فهو يتخذ أبعادا من القلق والعناء، إذا لم نقل الشقاء، خصوصا أن الأزمة الاقتصادية- المالية- الحياتية ترخي بتداعياتها على معيشته، في أحوال لم يشهد اللبنانيون مثيلا لها منذ مئة عام، منذ قيام دولة لبنان الكبير.

وإذا كان اللبنانيون بذلوا الأضاحي متخطين حرب السنتين 1975- 1976، ومروا بتداعيات ميدانية وسياسية قاسية في الثمانينيات، وصولا الى وقف الحرب العسكرية بال1990، إلا أنهم وجدوا أنفسهم بعد ثلاثة عقود من إرساء دستور جمهوريتهم الجديدة، يتساءلون من جديد عن معنى التضحيات التي بذلوها، فيما كل الجهود التي يخوض بها المسؤولون في الدولة والحكم منذ أشهر، حتى الآن، لم توفر ما هو مطلوب، لكن هذه المساعي والجهود تستمر في اتجاه تحقيق المعالجات، وضمنها الإصلاحات من أجل الحصول على مساعدات من المجتمع الدولي كجزء من المعالجة الآنية.

في الغضون، ومن خلال التطورات والمواقف السياسية على ضفاف الأزمة، بقي موضوع الحياد الذي طرحه البطريرك الراعي في الخامس من تموز محور اهتمام وتجاذب، وفي كل مناسبة، وآخرها اليوم في خطبة عيد الأضحى للمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الذي كرر وزاد من توضيحه لما يراه أسبابا موجبة لوصف حياد لبنان في المنطقة بشبه المستحيل، ومد في الوقت نفسه يد الحوار والأخوة والتلاقي الى بكركي.

وبعد مرور أربع ساعات على رسالة قبلان، نقل وفد قواتي زار البطريرك الراعي في الديمان، أن مفهوم الحياد يرتكز بكل بساطة الى: الحياد بذاته، والى عدم دخول لبنان في صراعات مع المحيط، والى أن يكون أرضا للحوار والتلاقي.

في أي حال، وبينما تزيد جائحة كورونا من الضغوط السلبية على الوضع في لبنان، وفيما تم إلغاء احتفال عيد الجيش لتحاشي أي إصابات بكوفيد 19، سيوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في العاشرة من قبل ظهر غد السبت وبمناسبة اليوبيل الماسي للجيش، رسالة يخاطب فيها اللبنانيين والضباط المتخرجين، بعدما كان مقررا أن يقام الاحتفال السنوي في الكلية الحربية غدا، ثم ارتأت قيادة الجيش إلغاء احتفال تسليم السيوف بفعل ظروف الحجر الصحي التي فرضها تفشي وباء كورونا.

وفي معلومات لتلفزيون لبنان، أن الرئيس العماد عون سيركز في كلمته المنقولة غدا عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، على ثوابته الوطنية والدولية، وفي مقدمها التأكيد على المضي بمسار مكافحة الفساد الى الآخر، ويؤكد على الجهود للمعالجة، وسيتناول المسار الذي أسفر عن التردي الاقتصادي والتراجع القياسي بقيمة الليرة. وحكما سيوجه التحية والدعم للجيش اللبناني والقوى الأمنية ولحشد عناصر القوة والتعاضد الداخلي، وسيشدد على سيادة القانون وأهمية القضاء وتحقيق العدالة وعدم إطالة أمد المحاكمات في شكل عام.

قبل الدخول في سياق النشرة نشير الى خبر عن صدامات حصلت بعيد الظهر بين أهالي بلدة المجدل في وادي خالد شمال عكار وعناصر الجيش اللبناني بعد مصادرة الجيش شاحنة من الأغنام المهربة، الأمر أسفر عن قتيل وأربعة جرحى.