IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان” المسائية ليوم الخميس في 4/8/2022

ليس فقط قلوب الأمهات ولا خواطر الآباء المكسورة أو دموع الأطفال اليتامى ولا أوجاع الجرحى وحسب بل حتى الجماد ضاق ذرعا بنسبة النفاق السياسي وكمية التسويف الممارس على حدود القضية ومكر المتاجرين بأكبر مأساة وكأن انهيار صومعتين جديدتين في ذكرى الانفجار المريع مؤشر على سقوط الأمل بظهور الحقيقة وتبيان العدالة.

إنها أكبر مأساة في تاريخ البشرية أن تغتال عاصمة على مرأى ومسمع العالم بأسره وما من جهة تجرؤ على إظهار الحقيقة فقط في لبنان القاتل والقتيل معا يناديان بالعدالة.. لذلك لا عدالة ولا من يعدلون.

وأمام المأساة المستمرة لم يبق أمام أهالي الضحايا سوى الله وعدالة السماء فحملوا لافتات تقول:  لا تنسوا يا حكام الارض أن حاكم السماء موجود وبانتظاركم ولن تستطيعوا ان تهربوا منه.

وكان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رفع صوت الغضب بوجه كل المسؤولين أيا كانوا وأينما كانوا ومهما كانوا، الذين يعرقلون التحقيق، وكأن ما جرى مجرد حادث تافه وعابر لا يستحق التوقف عنده ويمكن معالجته  بتسوية أو مقايضة كما يفعلون عادة في السياسة. في حين سأل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة في جناز لراحة انفس الضحايا. كيف سيقف المسؤولون أمام منبر الله؟ وبماذا سيجيبون؟

وبغياب أي أمل بالمساءلة محليا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي استذكر زيارته بيروت غداة الانفجار قال إن هذه المأساة كانت مؤشرا للأزمة متعددة الأوجه التي يعيشها لبنان، وأكد أنه يجب الاستجابة للتوقعات المشروعة للعدالة والإصلاح لدى اللبنانيين.

وفي مجال آخر كان لافتا تحذير ماكرون أن لبنان لن يتحمل نزاعا جديدا عند حدوده الجنوبية مع إسرائيل، مشيرا إلى أنه سيكون اكثر فتكا وتدميرا من (حرب) 2006. وأكد أن نزاعا كهذا لا يصب بمصلحة أي جانب لبناني. يجب أن يدرك الجميع ذلك. وفي هذا الخصوص من الأهمية بمكان عدم تسييس مسألة ترسيم الحدود مع إسرائيل الصعبة جدا”.