الكحالة ودعت اليوم فادي بجاني، الضاحية ودعت أمس أحمد القصاص، غدا ماذا؟
مزيد من الدماء والدموع؟ أم قرار بوضع حد لهذا النزيف الذي لا يبدو أنه سيتوقف.
طرحنا أمس أن يضع الستة الممسكون بقرار البلد، أوراقهم ونياتهم على الطاولة، فهل من مجيب؟ سيتم التحقيق في حادثة كوع الكحالة، ولكن ماذا بعد التحقيق؟
هل من إجراءات ستتخذ لتحاشي أو لتفادي تكرار ما حصل؟ النظرية السائدة ” تجاوزنا قطوع الفتنة “، ولكن هل يفترض بكل قطوع أن يوقع قتيلين في كل مرة؟
والنظرية الثانية هي ” إنها المؤامرة “، لكن مهلا أليس الإهمال مؤامرة؟ والاستهتار مؤامرة؟ أليس رمي كل شيء على ” المؤامرة ” هو بحد ذاته مؤامرة؟
بلد مشلول، وعجز مستمر، وانهيارات متلاحقة، ولا أحد يتكلم مع أحد، في أجنداتهم: مؤتمرات صحافية، وخطابات، وتصريحات وبيانات، إنها تماما كالرصاص الطائش ، لا يعرف من ستصيب! أليس من الأجدى والأفضل أن يستبدلوا خطاباتهم ومؤتمراتهم الصحافية بوضع أوراقهم فوق الطاولة ومناقشتها من دون ” كفوف ” ومن دون أفكار مسبقة؟.