IMLebanon

الرئاسة في كواليس “المستقبل” والحزب على “نار هادئة”

baabda

 

 

بلغ الاشتباك الكلامي بين “حزب الله” و”تيار المستقبل” أوجه في الساعات القليلة الماضية. ففي أعقاب وصف وزير الداخلية نهاد المشنوق “سرايا المقاومة” بسرايا “الفتنة والاحتلال”، سارع مسؤولو “الحزب” الى فتح نيرانهم في اتجاه “التيار الازرق” متهمين اياه “بالارتهان الى الخارج وبعرقلة الانتخابات الرئاسية تلبية للتوجهات السعودية”. فسأل رئيس المجلس التنفيذي للحزب السيد هاشم صفي الدين “من الذي لا يريد رئيساً للجمهورية؟ الذي فتحَ الباب وسهَّل أو الذي بلع لسانه وانكفأ؟ في حين أكد الوزير حسين الحاج حسن ان “حتى يأتي اليوم الذي يصبح فيه “المستقبل” حرّاً في قراراته وخياراته، ساعتئذ يمكننا انتخاب رئيس”. أما النائب حسن فضل الله فدعا إلى “تلقّف الإيجابية بالإيجابية، والخروج من السلبيات، وعدم الرهان على الخارج، والعمل وفق معادلات محلية داخلية”.

غير أن مصادر سياسية متابعة لمسار العلاقة بين “المستقبل” و”الحزب”، أكدت لـ”المركزية” أن مواقف المشنوق حتّمتها المناسبة التي كان موجودا فيها، خلال تكريم مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في الشبانية، وهي محدودة في زمانها ومكانها، تماما كما هجمة “الحزب” على “المستقبل” التي أتت كردّة فعل على التصعيد الازرق ضده، الا ان جولة الاحتدام هذه لا بد أن تنتهي في الساعات المقبلة، وسيتم احتواؤها كما تم احتواء فصول كباش عديدة دارت سابقا بين الطرفين، ذلك لقناعتهما بضرورة إبقاء الساحة المحلية مضبوطة ومستقرة. وعليه، فان السجال الاخير لن يؤثر على الحوار الذي يجمع الحزبين والذي يعقد جولة جديدة في 20 أيلول المقبل، خصوصا ان أبرز أهدافه يبقى صون السلم الاهلي وتحصينه وإبعاد شبح الفتنة السنية – الشيعية التي تفتك بالمحيط، عن لبنان، وكما يردد رئيس مجلس النواب نبيه بري دائما، فان لا بديل من التواصل بين اللبنانيين… وفي حين تلفت المصادر الى ان لا مصلحة لأي من الجانبين بكسر الجرة بينهما وتعريض المسرح الداخلي لأي انتكاسات، تقول أوساط “مستقبلية” لـ”المركزية” انها ماضية في الحوار رغم أنه يأكل من رصيدها الشعبي والسياسي، وهي تدرك جيدا ان الحزب يستخدم “الثنائي” كما “الوطني” لشراء الوقت الى حين اتضاح الصورة في المنطقة، وقد أثبت على الطاولة أنه في موقع المتفرج وغير مستعد لأي خطوات تسهّل انجاز الاستحقاق الرئاسي، الا انها “مضطرة الى غض النظر والعض على الجرح خدمة للمصلحة الوطنية العليا”.

واذا كانت السخونة التي لفحت أخيرا جبهة “المستقبل– حزب الله”، تدل وفق المصادر الى ان لا تفاهم اقليميا او دوليا بعد في شأن الرئاسة اللبنانية وتعكس الاحتدام المتحكم بالعلاقات السعودية – الايرانية، الا انها تتحدث عن “شيء ما” يبدو وُضع على نار هادئة في الكواليس من المتوقع ان ينضج في الاشهر المقبلة ابتداء من ايلول. وتستشهد في السياق بدعوة السيد حسن نصرالله الرئيس سعد الحريري الى التفاهم وبوضعه معادلة انتخاب العماد ميشال عون رئيسا مقابل وصول الحريري الى السراي، ولو ان “المستقبل” اعتبرها مكسبا “من كيسه”، كما تُبرز الكلامَ الذي أطلقه أمس مستشار الرئيس الحريري غطاس خوري وحديثه عن استعداد المستقبل للسير بتسوية شاملة تشارك فيها كل الاطراف قد يتم تفعيلها مع عودة الرئيس الحريري الى بيروت اوائل أيلول، مشيرة الى “ان هذه المعطيات توحي بمقاربة محلية جديدة للازمة اللبنانية عموما وللاستحقاق الرئاسي خصوصا يبدو ستبصر النور في المرحلة المقبلة، فهل يكتب لها النجاح”؟