IMLebanon

تحقيق IMLebanon: قرار بوقف الـMMA… الاتحاد الآسيوي والدولي يرفع الصوت

 

 

سَقَطَ قرار وزير الشباب والرياضة محمد فنيش بإلغاء ترخيص رياضة الـMMA على محبي اللعبة ومتابعيها والمدربين واللاعبين كالصاعقة عليهم، فهم يكادوا لا يصدقون هذا القرار الصادر تحت حجة ان اللعبة عنيفة، بحيث حظّر الوزير إقامة المباريات والأنشطة او الاحتفالات تحت اسم هذه اللعبة او أي لعبة مشابهة لها يستعمل فيها القفص والعنف! مع العلم أن تلك الرياضة بدأت تزدهر جدا في لبنان وتصدر ابطالا يرفعون اسم البلاد في المحافل الدولية، إذ يبدو ان هناك مَن انزعج مِن الشعبية الواسعة لتلك اللعبة فقرر اللعب على وتر العنف والخوف من اجل منعها.

ولمن لا يعرف ما هي الـMMA، فهي لعبة قتالية مختلطة ومتنوعة من كل الالعاب القتالية الاخرى، وهي مزيج مختلط من الضربات وتسمح للاعب ان يلعب وقوفا أو على الأرض داخل قفص مغلق، ولا تختلف بخطورتها أبدا عن غيرها من الألعاب الرياضية اكانت قتالية او غير قتالية، خصوصا أن كل شخص معرض للاصابة في أي رياضة يخوضها ما يدفعنا الى التساؤل عما إذا كان قرار الوزير منطقي أما لا.

تلك الرياضة، شقت طريقها في مختلف دول العالم ولاقت شعبية واسعة وأصبح اللاعب المحترف يجني ملايين الدولارات بفضلها، ولدى وصولها الى لبنان انجذب إليها عدد لا يحصى من الشبان الذين يخوضون بطولات عدة في مختلف دول العالم ويحصدون الألقاب، من دون أن ننسى البطولات التي تقام في لبنان لتصبح تلك الرياضة أشبه بصناعة تدر الأموال على المحترفين.

فما هو السبب الكامن وراء قرار منع تلك الرياضة؟ وما هي الخطوات التي ستتخذ من قبل المعنيين؟

قرار الوزير غير منطقي… والـMMA أقل خطرا مقارنة مع رياضات أخرى

رئيس اتحاد آسيا في الاتحاد الدولي للـMMA والمدرب وسام أبي نادر يؤكد في حديث لـIMLebanon أن “قرار الوزير ليس في محله ونريد التوضيح له لماذا قراره خاطئ لا أكثر ولا أقل”.

ويشرح أبي نادر أن “الفنون القتالية المختلطة هي أقل رياضة قتالية يتعرض فيها اللاعب للضرب على الرأس، بينما الضربات التي يتعرض إليها لاعب الملاكمة او التاي بوكسينغ وغيرها من الألعاب القتالية الأخرى أكثر بكثير والسبب لانه في معظم المواجهات في الـMMA يتجه اللاعب للعب على الأرض لتصبح اللعبة أشبه بالمصارعة”.

من جهته، يؤكد المستشار في الإتحاد الدولي للـMMA والدكتور في التربية البدنية نديم ناصيف لـIMlebanon أنه “لا يعلم الاسباب التي دفعت الوزير الى اتخاذ هكذا قرار، ولكن إذا الحجة هي العنف فهناك احصاءات تظهر أن هناك ألعابا قتالية وغير قتالية تؤدي الى إصابات خطيرة أكثر بكثير من الـMMA، فإذا الحجة هي العنف، فالقرار غير دقيق، ولكن إذا المسألة يقف وراءها أحد ما في الكواليس لان تلك اللعبة لا نتاسبه ويريد محاربتها فهذا الامر اصبح شيئا آخرا”.

ويعدد ناصيف أن “الركبي والجودو والملاكمة والتزلج وكرة القدم فيها إصابات اكثر من الـMMA لذلك العنف ليس سببا منطقيا لإيقاف تلك اللعبة في لبنان”.

 

 

لهذا السبب اخترنا القفص… وتلهي الشباب عن الآفات الخطيرة

“اخترنا القصف لخوض المواجهات بين اللاعبين لأنه عندما بدأت الـMMA كانت تقام داخل حلبة وللأسف حصل إصابات كثيرة لانها لعبة تسمح لك بحمل منافسك وإلقائه على الأرض فهذا الأمر أدى الى وقوع بعض المتبارين خارج الحلبة، لذلك قرر الاتحاد الدولي للعبة إقامة المباريات داخل قفص من أجل حماية اللاعبين، والقفص هو أكثر وسيلة لحماية اللاعب، وعكس ما يشاع ان أمر أشبه بالحيوانية”، يشدد أبي نادر.

ويوضح أبي نادر أن “الـMMA تجذب عددا كبير من الشبان لانها رياضة شعبية وأصبحت تلقى رواجا واسعا في لبنان خصوصا أنها عالمية ويمكن للاعب أن يصل الى النجومية والعالمية من خلالها، فتلك اللعبة جذبت الشباب الى الاندية من أجل التمرين وممارستها بدلا من ان يضيعوا وقتهم في السهر وتعاطي المخدرات وشرب الكحول والتسكع في الشوارع وافتعال المشاكل على الطرقات، وهذا الأمر نجحنا به في أكثر من مناسبة وهناك أمثلة كثيرة”.

قرار مشابه في فرنسا… والمنافسة يمكن ان تحصل في الخارج

من جهة أخرى، يكشف ناصيف عن أن “قرار إيقاف الـMMA حصل في فرنسا لان إتحاد الجودو يقوم بكل الضغط الممكن لايقاف تلك اللعبة، لذلك من الوارد جدا ان هذا الامر قد يحصل في لبنان أيضا، لذلك سنجتمع مع الوزير لكي نقدم له إحصاءات دقيقة بشأن تلك اللعبة”.

وعما إذا يمكن للاعبين الاستمرار في التمرن في لبنان، يؤكد ناصيف أنه “يمكن للاعبين التمرن في لبنان من دون اي عائق ولا احد يمكنه ان يمنع اي لاعب من خوض المباريات في الخارج، ومثلا في فرنسا الـMMA ممنوعة ولكنها اصبحت مصنفة الـ13 في العالم لان كل اللاعبين يشاركون في بطولات عالمية خارج البلاد، فاللاعبين يتدربون في الاندية ومن ثم يشاركون في الخارج، وهذا الامر أشبه بأن الشخص يطلق النار على رجله، لذلك هذا الامر وارد جدا بالنسبة للبنان في حال كان هناك إصرار على هذا القرار، فيمكننا متابعة التمارين فيما يتوجه اللاعب لخوض المباريات في الخارج”.

 

 

500 قتال ولا أي إصابة خطيرة

من ناحية أخرى، يكشف أبي نادر عن أن “الاتحاد الدولي نظم 5 مسابقات دولية لـ500 تضمنت اكثر من 500 مواجهة للهواة لم تحصل فيها اي إصابة خطيرة واحدة بالمقارنة مع ألعاب قتالية أخرى، إذ حتى في الجودو يتعرض اللاعب فيها للاصابة والخلع والكسر أكثر من الـMMA، وحتى في مباريات الهواة نعتمد على قفاذات تمتص من قوة الضربة بالإضافة الى اجبار اللاعبين على ارتداء الحماية على الرأس والجسم والرجلين”.

ويضيف: “ممنوع على أحد خوض مباريات الـMMA من دون فحوص طبية شاملة لكي يكون مؤهلا لخوض اي قتال، فالأمور ليست عشوائية بل منظمة ومتابعة بدقة عالية، ونحن نأخذ كل الاجراءات الوقائية اكثر من اي لعبة قتالية اخرى حول العالم، من دون أن ننسى ان الحكم يتدخل بسرعة في حال رأى ان اللاعب غير قادر على اللعب نهائيا، بينما في الملاكمة يصرع اللاعب على الأرض فالحكم يعطيه فترة 10 ثوان لكي يعود ويقف على رجليه، وهنا تكم الخطورة، إذ يمكن ان يطرح اللاعب أرضا اكثر من مرة ويصر على متابعة القتال ما يعرضه لإصابات خطيرة في الرأس”.

هذه هي نسبة الوفيات مقارنة مع رياضات أخرى

“بحسب دراسات وإحصاءات عالمية، الـMMA هي الرياضة القتالية الاكثر أمانا واقل احتكاكا من كل الألعاب القتالية الأخرى، لذلك لا يجب إصدار القرارات جزافا ومن دون ان دراسة او متابعة، فمن العام 2007 حتى اليوم ليس هناك اي إصابة خطيرة في لبنان في كل المباريات التي نظمت، ودوليا منذ 25 عاما حتى اليوم حصلت حادثة وفاة واحدة في البرتغال بسبب أمر غير مرتبط بالمباراة، بينما في كرة القدم يموت كل عام نحو الـ20 لاعبا بسببها، أما الملاكمة فيموت كل عام 18 ملاكما في أميركا بسببها، بينما الـMMA منذ 25 عاما حتى اليوم ليس هناك سوى حالة واحدة”، يشرح أبي نادر.

محاربة للـMMA ولقاء مع الوزير

ويرجع أبي نادر سبب هذا القرار الى بعض مسؤولي الرياضات القتالية الاخرى الذين ربما يحاربون الـMMA بعدما رأوا ان كل اللاعبين يفضلون الـMMA عوضا عن تمرن لعبة قتالية واحدة، لذلك يمكن ان الفكرة وصلت خاطئة الى الوزير.

ويضيف: “سنقابل وزير الشباب والرياضة من أجل شرح كل الأمور العالقة والتي أدت الى اتخاذ هكذا قرار، خصوصا أننا نملك إحصاءات كبيرة وعالمية لا بد من ان توصلنا الى نتيجة، مع العلم أن الأسبوع الفائت قابلنا رئيس الجمهورية ميشال عون برفقة رئيس الاتحاد الدولي وأمين السر وقال لنا أنه يدعم تلك اللعبة وأن برعايته ستقام كل البطولات”.

أما ناصيف فيشير الى أن “لبنان أصبح في المرتبة 72 بحسب التصنيف العالمي للعبة، فضلا عن إقامة مباريات وبطولات دولية عدة تجذب لاعبين من مختلف انحاء العالم بحيث أصبحت اشبه بصناعة تنتج الكثير من الأموال، لذلك قد يكون هذا سبب من الأسباب التي أدت الى اتخاذ هكذا قرار”.

ويضيف: “مستعودن للمناقشة لان مسألة العنف غير مقنعة وغير منطقية، وبأسوأ الأحوال يمكن للاعب مواصلة التمرين في لبنان وإنما يخوض المواجهات والبطولات في الخارج”.