IMLebanon

  بوادر انفراج: نحو الافراج عن الحكومة

قالت مصادر سياسية مطلعة ان اشارات الانفراج الحكومي بدأت تلوح، ولو انها لم تظهر جلية لغاية اللحظة، فدخول حزب الله على خط المعالجة وتشديد إعلام 8 آذار على مدى متانة التحالف بين الضاحية والرابية، يؤكد ان الحزب بات عملياً امام خيارين، اما الاستمرار في التعطيل الحكومي بما يهدد العلاقة مع العهد ويضعها على المحك ويكرّس صراعا جديداً من طبيعة مارونية –شيعية، واما التمايز شكلا عن الرئيس نبيه بري من اجل حلحلة سياسية منعاً لانحراف الخلاف الى ماروني – شيعي اولا واعادة استيعاب جمهور التيار الوطني الحر ثانياً وتذليل العقبات ثالثاً، ما دامت الرسائل السياسية التي اراد توجيهها للرئيس ميشال عون عبر بريد الرئيس نبيه بري وصلت، وبالتالي فقد ربط النزاع معه منذ بداية العهد، لانه يدرك تماما ان لامصلحة له ولا يمكنه كسر الرئيس عون والهدف من مسار التعطيل كان ربط النزاع مع العهد بثلاثة ملفات معروفة: علاقته مع القوات اللبنانية، علاقته مع الدول العربية وتحديدا المملكة العربية السعودية وخطابه السياسي.

ماذا سيقول السيد

وتترقّب الساحة الداخلية اطلالة الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله مساء الجمعة المقبل التي من شأنها تحريك «المياه الراكدة» حكومياً بعد شهر من تكليف الرئيس الحريري المهمة، وتصويب بوصلة موقف الحزب من المشاورات القائمة على خط التأليف، وتحديداً لناحية تكليف الرئيس بري المفاوضات باسمه واسم «تيار المردة». كذلك، سيحضر العهد الجديد بعلاقته مع الحزب وجمهوره، اضافةً الى التطورات الاقليمية، خصوصاً في حلب التي تشهد معاركها الميدانية تقدماً للنظام السوري وحلفائه.

واشنطن تستعجل التأليف

وليس بعيدا من الملف الحكومي وتعقيداته، بدت لافتة جولة السفيرة الاميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد منذ يومين على كبار المسؤولين، فهي بعد تقديم اوراق اعتمادها الى الرئيس ميشال عون بدأت جولة على عدد من الرؤساء فزارت امس الرئيس الحريري ثم تنقلت امس بين عين التينة حيث اجتمعت مع الرئيس بري والمصيطبة فاجتمعت مع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام. وافادت اوساط متابعة للحراك الاميركي ان جولة ريتشارد تركزت على ثلاثة ملفات، الوضع الامني في ضوء استهداف الجيش في بقاعصفرين امس وتصويب الاتهام في اتجاه خلايا ارهابية، وهو عنصر لا يحمل على الاطمئنان ويوجب يقظة امنية ودعما واحتضانا سياسيين من العهد للمؤسسة العسكرية. تشكيل الحكومة حيث استفسرت رئيسة الديبلوماسية الاميركية عن اسباب تأخر الولادة بعد شهر على التكليف وحثت على الاسراع في المهمة لان الاستحقاقات التي تواجه لبنان محليا وخارجيا توجب اكتمال عقد سلطاته الدستورية. اما الملف الثالث فاقتصادي اذ ركزت على ضرورة اتخاذ ما يلزم من اجراءات من اجل اعادة تحريك عجلة الاقتصاد.

الرسالة وصلت

وتؤكد مصادر تتابع عن كثب ملف تشكيل الحكومة ان الرسائل السياسية التي اراد حزب الله توجيهها للعهد وصلت بواسطة البريد الحكومي، ولم يعد تاليا من لزوم لاستمرار تعطيل تشكيل الحكومة، فدخل على خط معالجة المشكلة التي تفاقمت داخل فريق 8 آذار بعدما اصبح واضحا للعيان ان هذا الفريق يقف خلف العرقلة لأهداف سياسية تتجاوز العقد الحكومية التقنية التي تحولت الى ستارة يتلطون خلفها للتعمية على الحقائق.

اشارات الحل تلوح

وقالت المصادر ان اشارات الحل بدأت تلوح، ولو انها لم تظهر جلية لغاية اللحظة، فدخول حزب الله على الخط وتشديد إعلام 8 آذار على مدى متانة التحالف بين الضاحية والرابية، يؤكد ان الحزب بات عمليا امام خيارين، اما الاستمرار في التعطيل الحكومي بما يهدد العلاقة مع العهد ويضعها على المحك ويكرّس صراعا جديداً من طبيعة مارونية –شيعية، واما التمايز شكلا عن الرئيس نبيه بري من اجل حلحلة سياسية منعاً لانحراف الخلاف الى ماروني –شيعي اولا واعادة استيعاب جمهور التيار الوطني الحر ثانياً وتذليل العقبات ثالثاً، ما دامت الرسائل السياسية التي اراد توجيهها للرئيس ميشال عون وصلت، وبالتالي فقد ربط النزاع معه منذ بداية العهد، لانه يدرك تماما ان لامصلحة له اولا ولا يمكنه ثانياً كسر الرئيس عون والهدف من مسار التعطيل كان ربط النزاع مع العهد بثلاثة ملفات اصبحت معروفة: علاقته مع القوات اللبنانية، علاقته مع الدول العربية وتحديدا المملكة العربية السعودية وخطابه السياسي.

الافراج عن الحكومة

وتبعاً لذلك، تضيف الاوساط، بعدما ربط النزاع في هذه الملفات، سيعمد حزب الله الى الافراج عن الحكومة، وقد بدأ فعليا هذا المسار منذ لحظة دخوله بقوة على خط المعالجة، على ان يستمر الربط مفتوحا بعد تشكيل الحكومة في قانون الانتخاب وملفات اخرى كثيرة ، من اجل منع العهد من ان يمارس دوره ان على مستوى الوقوف على مسافة واحدة من كل اللبنانيين او ان يطبق الدستور. لذا تعتبر الاوساط ان ما جرى هو مجرد هدنة سياسية ستؤدي الى تأليف الحكومة على غرار تلك التي أدت الى انتخاب رئيس الجمهورية.

خطورة التعطيل

وتشدد على ان ما يروّج عن ان الانجاز الرئاسي جاء نتاج تسوية ايرانية- سعودية ليس دقيقا، فالعلاقات بين الدولتين مقطوعة بالكامل ولا تواصل حتى غير مباشر ولا قنوات مفتوحة، فالاستحقاق انجز نتيجة دينامية سياسية داخلية بدأت مع ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للعماد عون ثم بتأييد الرئيس سعد الحريري هذا الترشيح. اما على مستوى تأليف الحكومة، فالامور وصلت الى حد لم يعد بمقدور الثنائية الشيعية ان تستمر فيه لكون الامور باتت شديدة الوضوح بأنها المعطلة الفعلية وبات الاستمرار في التعطيل خطيراً كونه سيؤدي الى مشكلة مارونية – شيعية قد تطيح كل الجسور التي بناها حزب الله مع التيار الوطني الحر منذ شباط 2006 حتى اللحظة دفعة واحدة. وتلافياً لذلك، تتابع الاوساط يعمد الى التمايز عن الرئيس بري وسيعمد الى اعطاء الرئيس عون وزيرا شيعياً من حصته ليؤكد للبنانيين ويثبت مجدداً ان الحزب حليف عون، لكن ما جرى ويجري حكومياً أكد بالعين المجردة، ان ثمة منظومة توزيع ادوار بين الحزب وبري وبأن الرسائل التي اوصلها الحزب لعون، غير معني بري بها ، فعلاقته بالسعودية جيدة، والمشكلة مع السعودية هي مشكلة حزب الله، وعلاقته مع القوات جيدة ايضا والمشكلة في المكان نفسه انطلاقا من الخط السياسي المختلف بين الحزب والقوات، والرئيس بري متمسك بتطبيق الدستور خلافا للحزب، وتاليا فان الرسائل التي وصلت الى الرئيس عون هي فقط عبر بريد الرئيس بري لكنها تحمل توقيع حزب الله.