IMLebanon

 إيجابيات التأليف… الحريري يأمل بنتائج قريبة… ونصرالله يمدّ اليد للجميع  

جرعة إيجابيات جديدة دخلت على مسار تأليف الحكومة، وتطوّرات الساعات الأخيرة أوحَت وكأنّ دخان التأليف بدأ يميل إلى البياض أكثر من أيّ وقتٍ مضى، وأعطت محطة عين التينة التي زارها الرئيس المكلف سعد الحريري والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، إشارةً واضحة إلى بلوغ المشاورات الجارية على خط التأليف مرحلةً متقدمة، عبّر عنها الحريري بإطلاق وعدٍ بأنّ الأمور ستبلغ نهاياتها قريباً، مستنداً بذلك إلى الجوّ الإيجابي الذي أشار إليه، وأكّدت عليه أوساط بري بقولها لـ«الجمهورية» إنّ الأجواء مريحة، وهناك عملٌ جادّ، والنيّات طيّبة، ويؤمَل أن تُترجم هذه الأجواء بتشكيل حكومة في القريب العاجل». فيما شكّلت إطلالة الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله بمضمونها الداخلي والحكومي قوّةَ دفعٍ لحركة التأليف في اتّجاه تجاوزِ التفاصيل الصغيرة المتبقّية أمام ولادة الحكومة، وتأكيداً على جدّية كلّ الأطراف في سبيل الوصول إلى حكومة في أقرب وقت. واللافت للانتباه في كلام نصرالله كان مدّ يدِ «حزب الله» في كلّ الاتجاهات، على قاعدة قبول الآخر وأن لا خصومة دائمة، والشراكة في إعادة بناء الدولة بالحوار، والتقارب، والتفاهم، وعبر قانون انتخابي يلبّي طموحات كلّ اللبنانيين.إرتفع منسوب الإيجابيات على الخط الحكومي، في الساعات الثماني والاربعين الماضية. وقالت مصادر عاملة على خط التأليف لـ«الجمهورية» إنّ الاتصالات قطعت 95 في المئة من مسافة التأليف، مشيرةً إلى أنّ اللقاء الاخير بين الرئيس المكلف ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية انطوى على إيجابيات يُفترض أن تظهر قريباً جداً، ومن شأنها أن تفكّ عقدة تمثيل «المردة» بحقيبة أساسية. إلا أنّ المصادر ما زالت تبدي بعض الحذر خصوصاً وأنّ بعض الاطراف السياسية ظلّت تبدي تحفّظاً حيال هذه المسألة.

وإذا كان شكل الحكومة قد بات شِبه محسوم نحو صيغةٍ حكومية من 24 وزيراً، إلّا أنّ اقتراح رفعِها الى ثلاثين وزيراً يبقى وارداً حتى اللحظات الاخيرة، وكلّ المعنيين بحركة التأليف هم في جوّ هذا الاقتراح ولا يمانعون فيه من حيث المبدأ.

عين التينة

وضخّت عين التينة مساء أمس مزيداً من الإيجابيات، من خلال زيارة الحريري الى بري يرافقه مدير مكتبه نادر الحريري، وحضَر اللقاء وزير المال علي حسن خليل. وقال الرئيس المكلف بعد اللقاء «إنّ رئيس مجلس النواب حريص جداً «على الاستعجال بالحكومة وإنهاء كلّ العقبات»، وأكد أنّ الجو إيجابي، و إن شاء الله الامور الى الامام ونصل الى خواتيمها قريباً جداً ».

ولدى سؤاله عن إمكانيةٍ لولادة الحكومة قبل الأعياد، أجاب الحريري: «إن شاء الله، وبرأيي فإنّ الرئيس عون حريص على تشكيل الحكومة، واليوم وجدنا الرئيس بري حريصاً جداً على الانتهاء من تشكيلها، وإن شاء الله يقدّم الجميع التسهيلات ونرى قريباً الامور في نهايتها. تَحدّثنا في كلّ شيء، والامور إيجابية».

وعمّا إذا أبلغَه بري قبولَه التنازلَ عن حقيبة معيّنة، أجاب الحريري: «لقد تكلمنا أنّ على الجميع التعاون، وكان الرئيس بري إيجابياً للغاية وحريصاً على أن تتشَكل الحكومة».

قبل اللقاء

وكانت الضبابية تجتاح الأجواءَ السياسية ما قبل لقاء عين التينة، ذلك انّ مجمل اللقاءات الأخيرة لم تُنتج ايّ مخرَج يمكن ان يؤول الى البحث الجدي باستكمال تركيب الحكومة الجديدة وتوزيع الحقائب الأساسية، بعدما تبيّنَ انّ كلّ حركة اللقاءات التي شهدها قصر بعبدا وبيت الوسط بقيَت من دون ان تُحقّق التوافق على مخرج لبعض الحقائب المختلَف عليها وكيفية توزيعها.

وقالت مصادر مواكبة لحركة اللقاءات لـ«الجمهورية» إنّ لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وما سبَقه من لقاء بين الحريري ورئيس تيار «المردة»، لم ينتهيا إلى الصيغة النهائية لمصير وزارة الأشغال، وبقيَت المواقف منها على حالها. فبري متمسّك بالأشغال، و«القوات اللبنانية» بقيَت مصرّة على الوعد بحصولها عليها، فيما لم تتبدّل مطالب فرنجية لجهة مطالبتِه بحقيبة من الحقائب الثلاث: الصحة أو الاتصالات أو الأشغال.

وعليه، كشفَت المصادر أنّ الحريري زار عين التينة امس من دون ان يكون لديه ايّ صيغة متكاملة، وذلك بهدف استكشاف أجواء بري واحتمال ان يتنازل عن الأشغال لقاءَ حقيبةٍ اخرى قيل إنّها الزراعة أو الصحّة.

وفي هذه الأجواء، انتهت المصادر إلى القول إنّ بعضاً مِن العوائق يمكن ان تُذلّل بالتفاهم على تشكيلة من 30 وزيراً يصرّ عليها «حزب الله» لتوسيع مشاركة حلفائه، ويًرفضها عون كما الحريري، فيما لم يعلن بري موقفاً من هذه التركيبة الواسعة، لكنّه مستعدّ للنقاش فيها لربّما شكّلت توسيعاً للخيارات التي يمكن ان تؤدي الى المخارج.

نصرالله

واحتلّ الموضوع الحكومي حيّزاً أساسياً في إطلالة نصرالله مساء امس، حيث جَزم أنه «لا يوجد أيّ طرف سياسي لا يريد تشكيلَ الحكومة «. وقال: «يكفينا اليوم انّ فخامة الرئيس العماد عون هو أكثر مِن ثلث ضامن».

وأوضح أنّ «هناك مشكلة على حقيبة أو اثنتين، ومشكل آخر أنّ بعض القوى يجب ان تُمثّل بشكل أو بآخر لأنّ القول بحكومة وحدة يعني أن تتمثّل كلّ القوى، هذا حجم الموضوع، فلنعالجه على قدر حجمِه.»وشدّد على أنّ «توجيه الاتهامات بالتعطيل سياسة فاشلة لا تنفع ولا تستهدف إلا الكسبَ السياسي»،

وأوضح نصر الله أنّ العلاقة بين الحزب ورئيس الجمهورية وقيادة «التيار الوطني الحر» هي علاقة ممتازة ولا تشوبها أيّ شائبة، وليس هناك ايّ إشكالية أو أيّ قلق أو مخاوف، وستبقى مبنية على الثقة العميقة التي تكرّست في الايام الصعبة، ولفتَ الى أنّ «ثمّة جهات في غرفِ عملياتٍ تُفبرك الشائعات لتخريب تحالفات معيّنة».

وأكّد نصرالله حرصَ الحزب على أن تعود العلاقة بين «التيار الوطني الحر» و«المردة» إلى سابق عهدها، وشدّد على انّ الحديث عن معركة بين ثنائي شيعي أو ثنائي مسيحي وَهم.»

واعتبر أنّ «القوات اللبنانية» قوّة أساسية في البلاد، ولها قواعدها وناسُها، وثمّة من يحاول تصوير أنّنا مشغولون بـ«القوات» وعلاقتِها بـ«التيار الوطني الحر».

وأيّد نصرالله فصلَ مسارَي تشكيلِ الحكومة وإقرار قانون انتخاب جديد، وأكد أنّ اللبنانيين في مرحلة هي الامتحان الحقيقي؛ من يريد العبور الى الدولة ومن يريد دولة قوية، والمدخل الطبيعي لكلّ هذا المسار هو قانون انتخابي.

وأبدى اعتقاده بأنّ «القانون الوحيد المتاح هو اعتماد النسبية الكاملة ولبنان دائرة واحدة أو دوائر موسّعة، وهذا يمكّن كلَّ اللبنانيين من أن يُمثّلوا بشكل حقيقي، ويتحوّل المجلس الى إطار يبني الدولة الحقيقية».

وقال: «لدينا عهد جديد ورئيس حكومة مكلّف، تعالوا نحلّ العقد ونحضّر للانتخابات النيابية ونتعاون على حفظ بلدِنا ولا نضيّع أوقات الناس بمعارك لا طائل منها ».

الانتخابات

في ما خصَّ الملف الانتخابي، فبَعد تحذيرات بري من سقوط المهَل الدستورية وإعلان «التيار الوطني الحر» أنه يستعدّ لجولة يقوم بها بدءاً من الأسبوع المقبل على المرجعيات الوطنية من أجل فصلِ مسار تأليف الحكومة عن إقرار قانون الانتخاب، أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق جهوزية الوزارة لإجراء الانتخابات النيابية المقبلة مع ضمان احترام المهَل التي نصَّ عليها القانون. وشدّد على «ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، وذلك من أجل مواجهة التحدّيات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي يمرّ بها لبنان.

وكان المشنوق قد التقى سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد التي تُواصل جولتَها على المسؤولين.

وعلمت «الجمهورية» أنّ تحرّكَ ريتشارد وجولاتها على المسؤولين لا علاقة له بتأليف الحكومة، وإنْ كانت في خلال زياراتها تشجّعهم على السرعة في التأليف، لكنّ الولايات المتحدة الاميركية لا تريد الدخول في لعبة التأليف، فهذا الأمر أساساً لا يشكّل أولوية بالنسبة إليها امام المواضيع الأمنية والإرهاب، خصوصاً وأنّ الإدارة الاميركية هي إدارة وسيطة اليوم في واشنطن، والديبلوماسيون الاميركيون، سواء في لبنان أو في الدول التي يمثّلون بلادهم فيها، حذِرون باتّخاذ مواقف في هذه الفترة.

بريطانيا

من جهتها، أملت بريطانيا في أن تَجري الانتخابات النيابية في موعدها في العام المقبل، وأن تشهد التحسينات الفنّية اللازمة مثل لوائح الاقتراع المطبوعة مسبَقاً. وأكد سفير بريطانيا في لبنان هيوغو شورتر أنّ على الحكومة اللبنانية «واجب السماح للمجتمع المدني ووسائل الإعلام بالاستمرار في العمل بعيداً عن أيّ عراقيل، بحرّية تامّة».