IMLebanon

التفرّد الديبلوماسي والإعلام وراء القرار الرياض لفتت مسؤولين تكراراً دون جدوى

قرار السعودية وقف المساعدات للجيش اللبناني على المستويين الرسمي والشعبي، وهم لم يعتادوا من الرياض إلا الدعم المالي والديبلوماسي للبنان في جميع المحافل الغربية والعربية. لم يشأ أكثر من مسؤول التصديق أن المملكة أوقفت هبة كان الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز قررها قبل أسابيع من وفاته وقبل نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان.

وعلمت “النهار” من مصدر ديبلوماسي أن القيادة السعودية كانت نبّهت أكثر من مسؤول لبناني، سواء في القاهرة أو في الرياض أو أينما التقى مسؤولان من البلدين، الى أنها منزعجة من المواقف الديبلوماسية غير المؤيدة لها، والمنحازة الى إيران، سواء في مجلس وزراء خارجية الدول العربية أو في اجتماع وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الاسلامي أو الحملة الاعلامية التي تشن ضدها.

وقد طلبت القيادة من وزير الخارجية عادل الجبير أن يلفت المسؤولين الى الموقف اللبناني مما يطرح بالنسبة الى قضاياها، فقال لأحدهم ما حرفيته: “قولوا لنا هل أنتم معنا أو ضدنا؟ إذا كنتم لا تؤيدون مشاريعنا فعليكم أن تعلنوا ذلك. لا يجوز أن تكونوا معنا وضدنا في آن واحد، ولا تؤيدونا لدى طرحنا قضية ما أمام مجلس جامعة الدول العربية أو منظمة الدول الاسلامية أو في أي محفل آخر. نحن في المملكة نريد ان نعرف هل انتم معنا ام ضدنا؟”

أما الانزعاج الثاني الذي ترجم أمس في قرار تجميد تسليح الجيش والقوى الامنية فسببه الحملات الاعلامية التي كانت تشن على مسؤولي المملكة من قيادات حزبية لبنانية دينية وسياسية، والقول إن السعودية تمول المعارضة في سوريا بالمال وتمدها بالسلاح وتتدخل في شؤون اليمن وتجاهر بأنها مع إيران. ومعلوم أن المسؤول السعودي لا يريد أن يصدق أن الصحافة في لبنان حرة، ولا قانون أو مونة يمكن الحكومة اللجوء اليهما لمنعها من انتقاد اي دولة او التهجم عليها.

وتوقفت مصادر وزارية عند القرار السعودي الذي اتخذ من دون تبليغ رسمي للبنان بالطرق الديبلوماسية، بل عبر بيان نشرته وكالة الانباء السعودية (واس) ليتبين في ما بعد أنه صحيح.

وأفادت مصادر ديبلوماسية أن أكثر من سفير دولة كبرى معتمد لدى لبنان استفسر عن خلفيات القرار، ولا سيما عن المخاطر المترتبة عليه في هذا الظرف بالذات، حيث الجيش في حاجة ماسة الى مواجهة “داعش” الذي ينشر مسلحين في جرود عرسال يشنون الهجمات على الجيش اللبناني في شكل شبه يومي بهدف التقدم نحو قرى شرق البقاع.

وعلمت “النهار” أن اتصالات أجريت مع فرنسا المستفيدة من صفقة السلاح الفرنسي لمصلحة الجيش اللبناني بتمويل سعودي، من أجل ثني القيادة السعودية عن قرارها الذي جاء بمثابة عقاب قاس للبنان ولقواته المسلحة بسبب تصرف فريق من اللبنانيين مؤيد لإيران. ورسميا، بدأت اتصالات هي عبارة عن جسّ نبض لمعرفة مدى استعداد الملك سلمان لاستقبال الرئيس تمام سلام على رأس وفد رسمي، طالبا مراجعة القرار أو الرجوع عنه.