IMLebanon

هل أكره الجنرال على توريث باسيل «الوطني الحرّ» ام تسرّع

في الاروقة البرتقالية كلام كثير وتململ اكثر وفق اوساط في «التيار الوطني الحر» جرى تهميشها على الرغم من انها اعطت كل ما تملك اثر توريث العماد ميشال عون قيادة التيار لوزير الخارجية جبران باسيل متسائلة عن الاسباب التي تقف وراء خيار الجنرال وعما اذا تسرّع في تسليم القيادة ام فعلها مكرهاً على خلفية عاطفية، اذ كان بمقدوره الانتظار الى حين تقاعد العميد الركن شامل روكز الاكثر جدارة بملء هذا الموقع لا سيما ان عصب التيار عسكري بامتياز، وروكز يشكل قيمة مضافة للموقع الذي شغله الجنرال، لا سيما ان قيادة باسيل اثبتت عبر الانتخابات البلدية انحيازاً لفئة ضد أخرى وكلتاهما تشربان من البئر البرتقالية، ما دفع هؤلاء الى مغادرة التيار الى غير رجعة وعدهم ليس بقليل واذا استمر الامر على هذا المنوال في قيادة التيار فان المؤشرات كافة تدل على اقتراب موعد «العوض بسلامتكم».

وتضيف الاوساط نفسها ان في التيار محازبين «بسمنة ومحازبين بزيت»، فالمجموعة الاولى تشكل حاشية البلاد لدى باسيل وهم «اكلة الجبنة» وفق توصيف الرئيس الراحل فؤاد شهاب لحاشيته ايام عهده، تحل عليهم الوظائف والمغانم والمراكز القيادية، وهذه الشريحة من حديثي العهد الذين لم يناضلوا في الايام السود، ولا عرفوا الاضطهاد ايام الوصاية السورية وزمن المنافي وربما لهذه الاسباب اختيروا كي يكونوا من المرضي عنهم كونهم نسخة عن مسيرة باسيل النضالية، فالرجل ناضل بالمنظار لم يعرف الاضطهاد، ولم يدخل سجناً ولا تعرض ولو «لدفشة» يوم سحلت اجهزة الوصاية العونيين في بيروت، اما المجموعة الثانية فتتجسد بالعسكريين المتقاعدين الذين صنعوا مجد الجنرال، وقاتلوا الى جانبه ببنادقهم واسنانهم ويحمل معظم في جعبته ذكريات لا تنسى من معارك سوق الغرب الى معارك ضهر الوحش ويفخرون بإصاباتهم في المعارك وما حمله بعضهم من تشوه واعاقة.

وتشير الاوساط الى ان تقاعد روكز اشعل شمعة في عتمة النفق البرتقالي فبات محط انظارهم كونه من الرجال الرجال.

قامة في الميدان عز نظيرها اغلق هاتفه ذات «عبرا» وحسم المعركة ولو لم يفعل ذلك لكان احمد الاسير حاكما بأمره في صيدا وشرقها، واذا لم يكن قد التزم «بالتيار» على ا لبارد كما فعل الطارئون عليه فإنه تعمّد بالدم وبات تيارا بشخصه رجل قد صخر تنورين بينما باسيل جبل من رمل والفارق كبير بين شخصية ابن الجرد وعقلية ابن الساحل، فروكز يترك اعماله تتحدث عنه يكره الاضواء يمارس الصمت الذي هو ابلغ من الصراخ. فالاستحقاق البلدي في جونيه يحمل بصماته الظليلة، لعبها بذكاء وود كونه يفضل مراكمة الصداقات لا صنع العداوات، انه رجل الديبلوماسية الخفية وعليه يعقد الجميع آمالهم.

وتقول الاوساط ان باسيل الذي يهاجم الاقطاع ويحاضر بالتغيير يحمل في شخصيته وممارساته ومواقفه اقطاعيا يجعل العونيون يترحمون على الاقطاع التاريخي ومن لا يعجبه الامر فعليه «مغادرة التيار» كما اعلن في احدى المناسبات يتصرف على طريقة «القائد الملهم» في زمن ولى فيه معمر القذافي وصدام حسين، ولم يبق في هذه الحالة الا حاكم كوريا الشمالية كيم جونغ اون، وربما هذا الامر انعكس سلبا على علاقة الجنرال بأصدقائه وفي طليعتهم رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية الذي زاره في دارته بالبترون اثر عودته من باريس مرشحا من قبل الرئىس سعد الحريري، فأحسن باسيل استقباله كما هو معروف، وكانت القطيعة بين الرابية وبنشعي، والحبل على الجرار كما يقول المثل العامي.