IMLebanon

كم كان جعجع على حق؟!

بتاريخ الأول من تشرين الاول الجاري كتبت في «الديار» مقالاً بعنوان «عون راجع الى قصر الشعب»، قلت فيه الآتي: «… جميع القوى السياسية في لبنان، وكذلك الدول المعنية بالوضع اللبناني، تعرف تماماً انه لو استطاع سعد الحريري اقناع سمير جعجع بقبول ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة الاولى، كان فرنجية اليوم رئيساً للجمهورية بأكثرية أصوات نواب تيار المستقبل، واللقاء الديموقراطي، والقوات اللبنانية، وتيار المردة وحركة أمل، وعدد من النواب المستقلين، وعدم معارضة ضمنية من حزب الله..»

النائب سليمان فرنجية، كشف في برنامج «كلام الناس» يوم الاثنين للزميل مارسيل غانم ان «حزب الله كان يعوّل على انسحاب العماد ميشال عون بعد ترشيحي من قبل سعد الحريري، لكن دعم رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع عون، قلب المعادلة وادّى الى تشبّث عون بترشيحه…»

النائب خالد ضاهر صرّح في اكثر من مناسبة ان الدكتور جعجع سجّل «ضربة معلم» عندما تبنّى ترشيح العماد عون.

التذكير بهذا الأمر، الهدف منه، القاء الضوء على الخطوة غير المسبوقة وغير المنتظرة التي أقدم عليها جعجع، والتي قلبت جميع المقاييس والخطط، التي وضعت لازاحة العماد عون من السباق نحو المنصب الرئاسي في قصر بعبدا، وأشرت اليها قبل 26 يوماً من كشفها على لسان النائب فرنجية نفسه، بما يعني ان الحزب الذي وضع تباعاً بالمفاوضات التي كانت تدور بين فرنجية والحريري، كان يتمنّى ضمناً ان ينسحب عون لاعلان تأييده لحليفه الأساسي، سليمان فرنجية.

بعد الكشف عن هذه المعلومة، اصبح مفهوماً الآن سبب انقلاب جميع قوى 8 آذار على العماد عون، وتأييدهم المضمر لفرنجية، وللعراقيل التي توضع اليوم في وجه تفاهم عون – الحريري – جعجع، والمطالب التي تعوق تشكيل حكومة عهده الاولى، طبعاً في حال جرت الامور بهدوء وسلاسة، وعدم وضع عقبات وخلق اجواء، يحولان دون عقد جلسة الانتخاب في 31 الجاري، اي بعد خمسة ايام، يمكن ان تصبح في التقويم اللبناني خمسة اسابيع او خمسة اشهر او خمس سنوات، خصوصاً بعدما كثر الحديث عن امكان حصول حادث امني كبير مفتعل، لزعزعة الاستقرار في هذه المرحلة، والحؤول دون انتخاب رئيس، علماً بأن الاجهزة الأمنية نصحت كلاً من ميشال عون، ونبيه بري، وسمير جعجع، وسعد الحريري، ووليد جنبلاط، بعدم التنقّل الاّ لأسباب ضرورية.

* * * *

بالعودة الى حمّى الاحصاءات والاستقصاءات التي تقوم بها بعض الاحزاب والمؤسسات المختصة، والتي اجريت فور اعلان الحريري تبنّي ترشيح عون ادرجت اسماء 70 نائباً أعلنوا علناً تأييدهم لعون وازداد هذا العدد الى 78 نائباً بعد اتصالات داخلية وخارجية جرت مع بعض الرافضين او المتريثين، ومن المتوقع ان يرتفع عدد المؤىدين الى 84 او قد يتجاوز الى عدد الثلثين، اذا صدقت الوعود بالتأييد، ولكن كما سبق لي وذكرت في مقال يوم الاثنين الماضي، فان «انتخاب عون رئيساً «مسوكر» والمشكلة في تشكيل الحكومة».

والجميع اليوم يتحدثون بهذا الاتجاه بمَن فيهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري الموجود في سويسرا، ولكن ملائكته موجودة على هواء وسائل الاعلام المرئي والمسموع، وفي وسائل التواصل الاجتماعي وصفحات الجرايد، وهي تهدد احياناً وتشتم احياناً اخرى.