IMLebanon

الصحافة رسالة باقية والتجار الى الشقق المفروشة في الحمراء  

جميع الأنبياء الذين أرسلهم رب العالمين كانوا رسلاً والصحافة رسالة،

والصحافة باقية لأنها رسالة،

ولكن الذين انتحلوا صفة الصحافة واتكلوا على المال السياسي هربوا لأن المال السياسي توقف.

ومثلما بدأوا انتهوا.. وبكل صراحة وبساطة فان الذي جاء الى هذه المهنة من أجل التجارة انتهى مع انتهاء المال السياسي، والذي يعتبر أنّ الصحافة رسالة فهذا لن ينتهي وسيبقى مدى الحياة.

بعض الصحف التي تصدر وتتوقف، تصدر عندما يكون هناك هدف وتتوقف عندما ينتهي الهدف.

من يريد ان يحقق ارباحاً والذي جاء الى الصحافة بمال سياسي هو مال معمر القذافي الذي سرق مال الشعب الليبي ليعطيه لتأسيس صحيفة تنتهي مع انتهاء معمر القذافي في مجرور للنفايات وبأسفله خازوق من حديد وهذه كانت محاسبة الشعب الليبي له.

لذلك عندما سمعت بأن جريدة «السفير» ستتوقف لم استغرب لأن بقاء السفير مرتبط ببقاء معمر القذافي.

وأريد أن أركز على موضوع أساسي وهو ان مهنة الصحافة المكتوبة لن تنتهي ولكنها تمر بظروف صعبة بسبب المال السياسي ولكن الذي يؤمن بأن الصحافة رسالة فهذا لن يتوقف لأن الايمان بقضية هو الذي يحفز الصحافي على البقاء حتى في أصعب الظروف المالية.

أولاً: افتخر أن جدي المرحوم عوني الكعكي أسس جريدة «الشرق» عام ١٩٢٦ اي قبل الجريدة الأولى اليوم في لبنان وأعني بها جريدة «النهار» التي أسسها الجد جبران تويني عام ١٩٣٢ ومن ثم المرحوم العزيز غسان والمرحوم جبران الحفيد واليوم ابنة الحبيب نايلة وتساعدها شقيقتها ميشيل، ولم يكن في عام ١٩٢٦ من يدفع مالاً سياسياً لاصدار جريدة بل كانت الصحف تصدر من مال صحافيين ورجالات وطنيين أصحاب رسالة وأصحاب قضية.

ثانياً: أحب أن أذكر الذي يعتبر أنه بسبب توقف «السفير» فإن الصحف في لبنان انتهت وأن نقابة الصحافة قد انتهت مع المرحوم النقيب محمد بعلبكي.

أذكر الاستاذ طلال سلمان بما قال لي ان والده كان مسؤول مخفر البرج وبسبب موقعه كان على علاقة جيدة مع تجار الفاكهة والخضار قرب سينما «ريفولي» وهؤلاء على صداقة مع والدي المرحوم خيري الكعكي وهكذا بواسطة تجار الفاكهة والخضار تمنى ان يتعلم الصحافة في جريدة «الشرق».

ثالثاً: الذي يعتبر ان الدنيا انتهت لأنه قرر ألاّ يدفع قرشاً واحداً من الملايين التي ربحها من الصحافة ومن الدول اي من المملكة العربية السعودية منذ قضية الصحافي الذي خطف بعد خروجه من مكتب طلال سلمان والمقابلة التي أجراها مع المغفور له ولي العهد في ذلك الوقت الملك فهد والملايين التي قبضها من موقع مختلف كما قال في صحيفته الى قطر الى البحرين الى ابو ظبي، الله يرحم الشيخ زايد، الى الكويت وأميرها المرحوم الشيخ جابر الاحمد الصباح.. والغريب العجيب ان صاحب الملايين التي حققها من الصحافة لا يريد ان ينفق قرشاً منها، وتوقف عندما أصبحت الصحافة تأتي بالخسائر وكما علمت أنه سيحول مبنى جريدة «السفير» الذي اشتراه له معمر القذافي الى شقق مفروشة للايجار في شارع الحمراء.

رابعاً: أما بالنسبة الى نقابة الصحافة فأريد ان أبشره بأني تسلمت النقابة وفي صندوقها فقط ٢٠٠ الف دولار أميركي ويومها كان هو عضواً في مجلس النقابة..

واليوم وبعد خروجه أصبح في الصندوق مليون وسبعماية الف دولار أميركي، أولاً.

ويوجد مليون دولار هبة من رجل الأعمال المهندس الذي لا يريد ان يذكر اسمه من أجل اضافة طابق كامل على المبنى، ثانيا.

وتوجد تقدمة من دولة الكويت بـ٣٥٠ الف دولار، ثالثاً.

والطابق الثاني أعيد تأهيله من مال صديق لي، رابعاً.

وحصلنا على قسم من الغرامات القضائية على الصحافة بقيمة ٢٠٠ مليون ليرة لبنانية وهذا المبلغ في تزايد مستمر بفضل محامين اكفاء تم توكيلهم في عهدي كنقيب للصحافة، علماً أنه لم تحصل منها ليرة منذ ٣٣ سنة.

هذا كله تحقق خلال سنتين.

يا حضرة التاجر حاولت ان تبيع «السفير» منذ ان شحّ المال السياسي وكانت المرة الأولى بعد وفاة الرئيس حافظ الاسد وبداية عهد المجرم.. يومها طلبت من الرئيس عصام فارس ومن البخيل عميل السوريين في لبنان ولكن الأمير الوليد بن طلال عطل الموضوع حين اشترى ١٠٪ من جريدة «النهار» بمبلغ ١٠ ملايين دولار وهكذا عطل لك مشروع بيع «السفير».

وبفضل ضغط سياسي معين اشترى جمال دانيال ٢٠٪ من «السفير» بـ٧ ملايين دولار ولكن المشاكل لاتزال قائمة، ولم تستطع ان تحقق عملية البيع الكاملة فلجأت الى التوقف.

هذا غيض من فيض وأرجو ان لا اضطر الى المزيد.

عوني الكعكي