IMLebanon

“إعلان الرياض” عن القمّة العربية الأميركية الجنوبية سلام يمثّل لبنان ويحضّ على المساعدة

يعتلي رئيس الحكومة تمام سلام منبر القمة العربية مع اميركا اللاتينية في 11 من الشهر الجاري في الرياض لحض قادة الدول المشاركة من عرب واميركيين جنوبيين على مساعدة لبنان لعلاج تداعيات الازمة السورية على لبنان.

الا ان ما يقلق المسؤولين الامنيين هو عدد الارهابيين المدنيين المندسين، ويخشى ان يكونوا مكلفين مهمات تخريبية سواء من تنظيم “داعش” او من “جبهة النصرة”. صحيح ان الاجهزة الامنية تمكنت من تفكيك كثير من الخلايا الارهابية الا ان ذلك لا يعني انها استأصلت جذورها وتهديدها الدائم من الجرود نتيجة تصدي مدفعية الجيش لهم ومنعهم من الاقتراب. ومن المتوقع ان يذكر الدول المانحة بضرورة الايفاء بالحصص التي كانت وعدت بها في قمة الكويت الاخيرة من مساعدات.

وسيركز سلام على اهمية الحل السياسي للازمة السورية وعلى وحدة اراضيها وعودة النازحين منعا لتقسيمها واحداث اي تغيير في تركيبتها.

وتجدر الاشارة الى ان لبنان يشارك في هذه القمة كما فعل في القمم الثلاث السابقة التي كانت قد انعقدت في كل من البرازيل في 10 ايار 2005، وقطر في 31 آذار 2009 وليما في 2 تشرين الثاني 2012. وتلتئم قمة الرياض العربية الجنوب – اميركية في ظرف دقيق تجتازه بعض الدول العربية، وعلى الاخص حرب اليمن المستمرة منذ اشهر، فيما تدوّلت الحرب في سوريا، فانضم سلاح الجو الروسي الى الاميركي الذي يقود التحالف لضرب الارهاب. اما موسكو فتدعم النظام، بينما واشنطن وحلفاؤها في “التحالف” يطالبون بتنحية الرئيس بشار الاسد وفي غمرة ازدحام المقاتلات الاميركية والروسية وسواها في الفضاء السوري، وقد طرحت روسيا واميركا مؤتمر فيينا في محاولة لحل الازمة السورية، وعقدت حتى الآن جولتا محادثات.

وافادت معلومات ديبلوماسية “النهار” ان مشروع “اعلان الرياض” الذي سيصدر عن القمة سيكون ذا اهمية، خصوصا بعدما وضع مندوبو الدول العربية الدائمة لدى الجامعة مشروع مسودة لـ”الاعلان” يوم الثلثاء الماضي واحالوه على وزراء الخارجية لمراجعته وتنقيحه في التاسع من الشهر الحالي تمهيداً لاحالته على القمة في 11 من الجاري، والتي تستغرق 48 ساعة. يضاف الى ذلك بيان ختامي يتضمن ملخصا للقضايا التي نوقشت خلال القمة. وسيمثل لبنان في المؤتمر الوزاري وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.

وأشارت الى ان السعودية وبيرو ترأسان معا اعمال القمة التي تشارك فيها 33 دولة، 21 منها عربية – باستثناء سوريا المجمدة عضويتها في جامعة الدول العربية – وهي لبنان، السعودية، مصر، الكويت، الجزائر، قطر، العراق، الامارات، الاردن، البحرين، ليبيا، المغرب، السودان، تونس، فلسطين، اليمن، جيبوتي، الصومال، موريتانيا وجزر القمر، و12 دولة من اميركا اللاتينية هي الارجنتين، بوليفيا، البرازيل، تشيلي، كولومبيا، الاكوادور، غويانا، باراغواي، البيرو، سورينام، اوروغواي وفنزويلا.

ولفتت الى ان جدول الاعمال يتضمن قضايا عربية واخرى من اميركا اللاتينية. ويشارك في اعمال القمة ايضا جامعة الدول العربية ممثلة بالامين العام للجامعة، وعن دول اميركا اللاتينية الامين العام للاتحاد في تلك الدول.

وحدد الهدف من القمة بتعزيز التعاون بين مجموعتي الدول، بالاضافة الى قضايا فلسطين ومطالبة اسرائيل برفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة، والاوضاع في سوريا، ليبيا، اليمن، وتطورات المؤتمر التاسع لمراجع معاهدة عدم الانتشار النووي، والدورة 20 لمؤتمر اطراف اتفاق الامم المتحدة الاطارية في شأن تغيير المناخ، والمقدمة من جانب البيرو. وتعدّ قمة الرياض بمثابة منتدى للتنسيق السياسي بين الدول العربية ودول القارة الاميركية الجنوبية، كما انها تساند مواقف الدول النامية داخل المحافل والمنظمات الدولية مثل اصلاح الامم المتحدة، واحترام القانون الدولي، وجدول اعمال تنموي، وتحقيق السلام الدولي من طريق نزع السلاح، وهو ايضا تجمع دولي مهم يوفر آلية للبحث في التعاون والتنسيق الجنوبي في مجالات الاقتصاد والثقافة والتربية والتعليم والتكنولوجيا وحماية البيئة والسياحة.

أما الجانب الاميركي فسيطرح قضية جزر المالفينوس المتنازع عليها بين الارجنتين وبريطانيا، وقضية الديون السيادية، والعديد من اوجه التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية. اما ميزان التبادل التجاري بين الدول المشاركة في القمة فقد بلغ العام الماضي 30 مليار دولار، فيما كان 6 مليارات في اول قمة عام 2015. وسيسبق انعقاد القمة منتدى رجال الاعمال، اجتماع كبار الموظفين في السابع من الشهر الجاري، ثم مؤتمر وزراء الخارجية في التاسع منه.