IMLebanon

الغطاء يتمزّق.. متى الانهيار؟

ايران وتركيا واسرائيل، ثلاث دول غير عربية، اثنتان تحوطان بالعالم العربي، وواحدة غرسها الغرب في قلب العالم العربي والدول الثلاث هذه، وكلّ وفق حساباتها وأهدافها ومصالحها، تعمل على اغراق الشعوب العربية في دمائها، مستغلة بذلك، تآمر الغرب من جهة وغباءه من جهة ثانية، اضافة الى وجود انظمة عربية تقهر شعبها، ووجود حالة من الحقد الطائفي والمذهبي، تغطّي على ما عداها من حالات الاعتدال وقبول الآخر، اضافة الى وجود دول عربية قادرة على المساعدة في الحؤول دون سقوط العالم العربي في قبضة التنظيمات الارهابية التكفيرية، او تقاسمه بين الدول الثلاث، ولا تفعل، معتبرة ان الحياد قد ينقذها من الزلزال الذي تميد به الارض العربية، ولا تنتبه الى مصداقية المثل الذي يقول «أكلَ يوم أُكِل الثور الابيض».

سبق وقلت في مقالات سابقة، ان المعارك الضارية التي تدور في سوريا والعراق وعلى الحدود اللبنانية ـ السورية، ومؤخراً في اليمن، هي التي سوف ترسّم حدود الدول المذهبية التي بدأت تظهر ملامحها الاساسية، بعد انتصارات «داعش» والتنظيمات الاخرى في العراق وسوريا، واذا نجحت الجهود «لتغطيس» الجيش اللبناني في حرب الجرود، قبل ان يستكمل تسليحه، وقبل ان يحرّر جنوده الرهائن، وقبل عودة الدولة، رئيساً وحكومة ومجلساً نيابياً، وفي ظل لامبالاة اميركية واوروبية، فلن تكون خريطة لبنان الكبير في منأى عن مقص الخيّاطين الدوليين والاقليميين.

التوتر الشديد الذي ساد لبنان بعد سقوط تدمر بيد «داعش» مع بعض المعابر بين سوريا والعراق، والمواقف المتشددة التي اطلقها قياديون في حزب الله، قابلها مواقف مماثلة من وزراء وقياديين في تيار المستقبل وقوى 14 آذار، شرّعا الابواب امام مرحلة جديدة بالغة الخطورة على الساحة اللبنانية، قد تبدأ بوقف التهدئة الداخلية، ووقف الغطاء الاقليمي والدولي الذي رفع فوق لبنان، لمنع تمدد الحرب السورية اليه، خصوصاً ان هذه المواقف المتشنجة، ترافقت مع حملة عنيفة للعماد ميشال عون على «الشركاء في الوطن» الذين يريدون «فرض وصاية علينا» معتبراً ان «كل واحد في الوزارة يظن نفسه الوصي على الجمهورية» ولم يسمّ عون احداً بالاسم سوى الوزير سمير مقبل، ولكن بعض المعلومات ذكر انه كان يوجّه كلامه ايضاً الى الرئيس نبيه بري وتيار المستقبل.

معارك بالحديد والنار، على الحدود وداخل سوريا والعراق، ومعارك بالداخل بالكلمة والصوت العالي، يخشى كثيرون ان تتحول قريباً الى عنف غير قابل للسيطرة.