IMLebanon

ترامب أوبامي سوريا  وعلى الخط المعاكس ايرانيا

الرئيس دونالد ترامب ليس من النوع الذي يدرك ما روى الملك الراحل الحسن الثاني انه أهم درس تعلمه: خطورة القلم في يد المسؤول. فهو بدأ تنفيذ بعض ما وعد بفعله، ومعظمه قرارات واتفاقات وقّعها سلفه الرئيس باراك أوباما. وهو دخل سريعا وأدخل أميركا والعالم معه في مرحلة مضطربة بعدما طوى انتخابه نهائيا صفحة العالم القديم للقرن العشرين، كما قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير.

لكن المعلق في نيويورك تايمس روجر كوهن يرى ان ترامب هو المسرح لنظرية أوباما. ومن الصعب الأخذ بهذا الرأي إلاّ في موضوع واحد هو الموقف من حرب سوريا. أما الموقف من ايران، فانه معاكس لنظرية أوباما. كذلك الأمر بالنسبة الى العلاقات مع مصر والنظرة الى رهانات الادارة السابقة على ان تقود ثورات الربيع العربي الى حكم الإخوان المسلمين وتهميش التيارات المتشددة.

ذلك ان تحليل أوباما للوضع في سوريا، حسب حديثه الطويل مع ذي أتلانتيك، قاده الى معادلة محددة: ثمن عمل أميركي مباشر في سوريا سيكون أكبر من ثمن اللاعمل. فالتهديد المباشر للمصالح الأميركية الذي يستأهل ردا عسكريا هو دولة الخلافة الداعشية. وما ليس تهديدا للمصالح الحيوية هو بقاء الرئيس بشار الأسد الذي رأى أوباما ان التدخل ضدّه سيقود الى صدام مع روسيا التي تشكّل سوريا مصلحة أساسية لها.

وهذا ما ردده ترامب الذي ركّز على الارهاب وأعلن الاستعداد للمشاركة مع روسيا في محاربة داعش. حتى عندما قال وزير الخارجية الجديد ركس تيلرسون ان الادارة لديها أولويتان في سوريا: الأسد يجب أن يرحل، وهزيمة داعش، فانه سارع الى القول انهما أولويتان متنافستان. لا بل اعترف بأن محاولة تحقيقهما معا في وقت واحد مسألة صعبة جدا. فالأولوية القصوى هي لهزيمة داعش ثم التعامل مع الأولوية الثانية. لكن تيلرسون استدرك بالقول ان المهم قبل أن نقرر ذلك ايجاد جواب عن سؤال: ماذا بعد؟.

أما الاتفاق النووي مع ايران، فان أوباما اعتبر انه اختراق استراتيجي مهمّ في الشرق الأوسط. وراهن على صفقة حول قضايا اقليمية بين واشنطن وطهران، كما دعا ايران والسعودية الى تقاسم النفوذ في المنطقة. وعلى العكس، فان ترامب ضد الاتفاق النووي، وان لم يخرج منه ولم يتمكن من اعادة التفاوض عليه. وأقل ما قاله وزير الدفاع الجديد الجنرال جيمس ماتيس هو ان ايران تشكّل أكبر قوة للاضطرابات في الشرق الأوسط وعلى أميركا التوصل الى استراتيجية بعيدة المدى تضمن منع ايران من فرض الهيمنة على المنطقة.

والامتحان العملي قريب.