IMLebanon

عكار: موسم القمح جيّد والمطلوب رفع الأسعار والتسليم في الوقت المحدد وإنشاء إهراءات

almustaqbal
زياد منصور
بدأت الحصادات تجوب الحقول والأراضي في سهل عكار جيئة وذهابا، وبدأ معه موسم القمح والحصاد الذي يصفه المزارعون بالجيد من حيث النوعية رغم الانتاج المنخفض عن الأعوام الماضية.

التقنيات المستخدمة في الحصاد لا تقل مهنية عن غيرها في أي بلد مجاور وهي حديثة، بحيث يؤكد العارفون أن قسماً من القمح اللبناني القاسي يصدر الى أوروبا ، بينما لا ينتج القمح الطري الا بكميات قليلة في لبنان والتي بالكاد تكفي حاجات السوق المحلية رغم أنه يتم تسليمه بأسعار محددة سلفاً في الكثير من الأحيان لا تستند الى الجهد المبذول وكذلك التكلفة المهدورة على الموسم.

اللافت أنه تجري في عكار تجارب لزراعة أصناف محددة تشرف عليها مصلحة الأبحاث الزراعية في تل عمارة التي تعمل على تهجين أنواع وأصناف يتم اختبارها سنوات قبيل زراعتها وتقديم النصائح للمزارعين لها باعتمادها. لكن بين الصنف الجيد الذي يتحمل التقلبات المناخية وواقع المزارعين مسافة بعيد وفاصلة أقله، أن هناك مشكلتين أساسيتين تؤرق المزارع، السعر المنخفض الذي تعتمده وزارة الاقتصاد ومشكلة التخزين الطويلة التي تقلل من جودة الموسم ونوعيته بسبب سوء التخزين وغياب أماكن التخزين ذات المواصفات، هذا عدا بعض الأمراض التي قد تجدها في أراض ولا تجدها في أماكن أخرى ، لكن الجهد العلمي المبذول والمقدم يطرح علاجاً جذرياً لكل هذه المشاكل.

هذا الجهد يشرف عليه فريق عمل يتبع مصلحة الأبحاث الزراعية في تل عمارة ، الذي يقوم تحديداً بارشاد المزارعين العكاريين في حقول تجارب شاسعة في عكار.

وقالت المهندسة الزراعية رولا العميل مسؤولة فرع التحسين النباتي في المصلحة «فرعنا يقوم بتهجين وتربية أصناف القمح، نحن تأتينا الأصناف فنقوم باعداد الظروف الملائمة لزراعتها في أكثر من مكان في لبنان. مضى على عملنا وتجاربنا في عكار 15 عاماً، قمنا في خلالها باعداد التجارب والارشاد والتعاون مع العديد من المزارعين ومع مؤسسة عصام فارس، وكذلك الأمر عينه مع مزارعين في البقاع«، وأضافت «نحن نراقب الانتاج والثبات فيه، وكذا مقاومة الأصناف للأمراض وخاصة بالنسبة للقمح الطري، الصدأ الأصفر والأسود صدأ الورق وهما مرضان مختلفان عن بعضهما، ونحن في تل عمارة نعمل منذ فترة طويلة على ذلك ومن اجل المكافحة اليوم المصلحة مخولة باعتماد الأصناف، ولدينا اليوم صنف يسمى تل عمارة 2، حيث تبين في هذه السنة التي تعتبر جافة في عكار، أن هذا الصنف هو صنف ثابت في ظل ظروف الطقس المختلفة وهو أعطى ثباتية مهمة وهو الصنف المعتمد من قبل الدولة«.

وأشارت الى أن «هذه السنة كانت الأمراض أقل، بل لم يكن هناك حشرات ملحوظة، فقد كانت السنة استثنائية بقلة الأمطار بالنسبة لمنسوب المتساقطات عن المعدل العام في البقاع وعكار، الأمراض كانت قليلة لأن انخفاض الحرارة الليلي هي التي أثرت وخففت منها ومن تمكن الأمراض من النباتات. نحن في لبنان نزرع قمحا قاسيا تزرعه الدولة وهي التي تشتريه وتصدره بأسعار جيدة الى الخارج والذي يستخدم في الصناعات المختلفة الباستا والمكونات الغذائية المختلفة والكسكس، ففي لبنان يزرع ما بين 10 الى 15 بالمئة من القمح الطري ولبنان يستهلك كميات أكبر من ذلك والدولة تستورد بالسنة نحو 450 ألف طن من القمح الطري من أجل الاستهلاك المحلي من القمح«. وأردفت «في لبنان امكانات كبيرة لزراعة الطري، فالطري انتاجيته أحسن من القاسي، وهناك مساحات والمهم التنويع من أجل الدورة الزراعية، والقمح والشعير مهمان جدا في الدورة والمطلوب تغيير المواسم.

مشكلة في التخزين

وقال حسين الرفاعي وهو من كبار مزارعي القمح في عكار «الموسم أقل من السنة الماضية حيث نقص الى نحو 40 بالمئة، والدولة عليها أن ترى هذه المشكلة وتأخذها بالاعتبار لجهة الأسعار، فسعر النوع الجيد حددته بخمسمئة وخمس وتسعين ليرة وهذا مبلغ ضليل، وهنا نطلب من وزير الاقتصاد رفع هذا السعر حتى يستطيع المزارع الاستمرار.

وأضاف «نواجه مشاكل في وزارة الاقتصاد لجهة المعاملات والطلبات للاستلام وهناك يعمل على محاصرتنا بالأوراق السندات والشروط وكاتب العدل وكأننا نزرع حشيشة«، لافتاً الى انه «حتى الآن لم يحدد موعد التسليم، وبالتالي لدينا مشاكل بالتخزين، اليوم قمنا بالحصاد وبعد شهرين أو أكثر سيجري التسليم والمستودعات غير مؤهلة وظروف التخزين صعبة ومعقدة، ونحن بدائيون في التخزين وليس لدينا الخبرة، وعند التسليم يكون قد فقد الموسم الكثير من جودته وتصبح نوعيته سيئة ولا يوجد مستودعات مؤهلة للتخزين في عكار، فيتعرض القمح للرطوبة والحشرات وهي تضر هذا عدا العفونة وغير ذلك. السنة كما ذكرت، الكمية قليلة والنقص كبير طبعاً لا تصدير، وهذا قد يؤثر على أسعار الخبز والطحين ورفع سعر الخبز سيولد مشاكل كثيرة وهنا على الدولة أن تتحرك لتفويت الفرصة على هذه الاشكالات وحماية المزارع ودعمه وتطوير هذه الزراعة«.

وقال «هناك ثلاثة أسعار درجة أولى بسعر 595 ليرة ، ودرجة ثانية بـ580 ودرجة ثالثة بـ575 ليرة. والتسليم في العادة يتم بعد اعلان في الصحف يوضع ابتداء من أول السنة في الشهر الأول، وبناء على على الجداول تقوم الدولة بالاستلام«.

وأوضح أنه «بالنسبة للشمال، نسلم في طرابلس في مطاحن الغندور والبقاع في البقاع، هذه السنة الآلية غير واضحة من المفترض الاستلام في شهر 7، والسنة الماضية تأخروا قليلاً وهذا أضر بالمزارع، ونتمنى الاستلام هذه السنة بأقرب وقت ونطالبهم بتحسين السعر، نتمنى الاستلام بـ750 ليرة حتى نعوض تكاليف الانتاج«، ولفت الى أن عكار تسلم بحدود الألف طن وهو رقم مقبول رغم أن عدد المزارعين هو نحو مئتي مزارع. وأكد أننا هذه السنة قمنا برش القمح مرتين خوفاً من الحشرات بسبب قلة المياه والدولة لا تستلم الا بمواصفات وهنا الطامة الكبرى.

وناشد عدد من المزارعين أن تباشر الدولة بانشاء اهراءات للتخزين وتشجيع هذه الزراعة وحمايتها لما لها من أفق ومستقبل كبير.

المصدر: المستقبل