IMLebanon

الأسباب الإقتصادية لتراجُع الذهب

Joumhouriya-Leb

طوني رزق
تراجع الذهب بقوة ومعه الفضة وسط توقعات بنهاية زمن الارتفاعات، فقوة الدولار والأسهم وتدنّي نسبة التضخم وبقاء الأزمات العالمية تحت السيطرة أسباب قوية وراء حتمية تراجع الذهب المستمر والمرشح استمراره دون الألف دولار للأونصة.
إرتكب العديد من المستثمرين في الذهب اخطاء مهنية مع مطلع العام الجاري فقد عمد هؤلاء الى شراء الذهب في مرحلة كانت اسعاره تراجعت بنسبة 38 في المئة عن أعلى مستوياتها التي سجلت في العام 2011. ويذكر انّ آخر اسعار الذهب التي سجلت أمس كانت اقل من 1242 دولاراً. ويسجل الذهب انخفاضاً هو الاكبر مالياً منذ سنوات ويتجه نحو 1180 دولاراً في الخطوة التالية.

وينصح البعض بشراء البلاديوم بديلاً من الذهب والفضة. اما الاسباب الاقتصادية لتراجع الذهب فهي التالية:

اولاً: كانت السنوات القليلة الماضية والتي تلت الازمة المالية في 2008 مستقرة نسبياً على المستوى الاقتصادي العام اذ استُبعدت المخاوف الاقتصادية التي كانت تدعم شراء الذهب.

ثانياً: إرتفاع الدولار الاميركي بعدما كانت اسعاره تتراجع بعد العام 2000 وكانت سبباً رئيسياً في ارتفاع المعدن الاصفر. والدولار اليوم من اقوى العملات الرئيسة وذلك يؤثر سلباً في المعادن الثمينة.

ثالثاً: تدنّي نسبة التضخم والتي انعكست ارتفاعاً ضعيفاً لا يُذكر في مؤشر أسعار المستهلكين وذلك طوال الخمسة اعوام السابقة. وبذلك سرق من الذهب أحد ابرز عوامل ارتفاع سعره على خلفية حفظ الثروات من التآكل بسبب التضخم.

رابعاً: على رغم الأزمات العالمية السياسية مثل أزمة أوكرانيا وبين الصين وجيرانها إلّا انّ هذه الازمات بقيت تحت السيطرة ولم تدعم الذهب بشكل فعال.

خامساً: على رغم الارتفاعات المستمرة في أسعار الأسهم الى مستويات قياسية لم يُسجل ايّ انهيار في بورصات الأسهم. كلّ ذلك يحتّم مقولة «وداعاً للاستثمار في الذهب».

السوق اللبنانية

إستمرت أسعار أسهم شركة سوليدير في تسجيل تقلبات قوية من يوم لآخر نظراً للغموض الذي يلف الاوضاع السياسية العامة في البلاد. وبعد الهبوط الحاد أمس الاول الذي تجاوز الـ 4 في المئة عادت أسهم الشركة من الفئة (أ) للارتفاع امس بنسبة 2,72 في المئة الى 13,59 دولاراً. كما ارتفعت الفئة (ب) بنسبة 1,13 في المئة الى 13,40 دولاراً.

وارتفعت أيضاً أمس أسهم بنك بيروت الفئة (H) بنسبة 0,79 في المئة الى 25,70 دولاراً وتراجعت أسهم بنك بيبلوس العادية بنسبة 0,62 في المئة الى 1,58 دولار، واخيراً إستقرت أسهم بنك عودة المدرجة على 6,10 دولارات.

وبلغ حجم التداول في البورصة امس 19397 سهماً وقيمتها 152349 دولاراً وسجل تبادل 23 عملية بيع وشراء. وفي الختام ارتفعت القيمة السوقية للبورصة 0,37 في المئة الى 11,087 مليار دولار. أمّا في سوق القطع فاستقرت اسعار الدولار على 1501 ليرة للشراء وعلى 1514 ليرة للمبيع وعلى السعر الوسطي 1507,50 ليرات.

أسواق الصرف العالمية

شهد اليورو بعض التقلبات أمس في حين تراجع الدولار قليلاًَ مقابل غالبية العملات الرئيسة. وتترقب الاسواق خصوصاً الاوروبية منها كلمة رئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي مع بعض التوقعات بأن تحمل كلمته مفاجآتٍ ولا سيما على صعيد سياسات التحفيز الاقتصادي.

وكان اليورو سجّل أدنى مستوى له في اربعة اشهر عند 1,36 دولار بعد أن تراجع منذ مطلع أيار من أعلى مستوياته عند 1,40 دولار تقريباً عقب تصريح ماريو دراغي بشأن تغييرٍ ممكنٍ في السياسات النقدية الاوروبية.

أما أمس فزاد اليورو بعد الظهر بنسبة 0,09 في المئة الى 1,3611 دولار كما زاد الجنيه الاسترليني 0,19 في المئة الى 1,6767 دولار. وارتفع الدولار الاوسترالي 0,13 في المئة الى 0,9289 دولار. أما الدولار فتراجع 0,23 في المئة الى 102,51 ين ياباني وبنسبة 0,16 في المئة الى 0,8952 فرنك سويسري و0,01 في المئة الى 1,0939 دولار كندي.

الأسهم العالمية

دعمت الأسهم الاميركية مكاسبها الاخيرة فزادت أمس في بورصة وول ستريت بنسبة 0,09 في المئة الى 16738 نقطة كمؤشر داو جونز وزاد مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0,19 في المئة الى 1928 نقطة وارتفع مؤشر ناسداك 0,41 في المئة الى 4252 نقطة.

أمّا في اوروبا فتقلّبت أسعار الأسهم ضمن نطاقات ضيقة قبل كلمة رئيس البنك المركزي الاوروبي فتراجع مؤشر داكس الالماني 0,06 في المئة الى 9921 نقطة وانخفض مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0,30 في المئة الى 6798 نقطة. أمّا مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0,10 في المئة الى 4506 نقاط.

وفي آسيا زاد مؤشر نيكي في بورصة طوكيو عند الإقفال أمس 0,08 في المئة الى 15079 نقطة ومؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ 0,18 في المئة الى 23109,61 نقطة وقد تأثرت الأسهم الآسيوية بتراجع سعر النفط العالمي.

الذهب

لم تسجل أسعار الذهب والفضة ايّ تغيّرات مهمة أمس فكان الذهب مستقراً على 1244 دولاراً للاونصة وتراجع سعر الفضة بنسبة 0,92 في المئة الى 18,77 دولاراً للاونصة. ويبقى الذهب عرضة لضغوط نزولية من جراء قوة الدولار في اسواق الصرف.
غير انّ الأسعار المالية المتدنية يمكن أن يعتبرها البعض فرصَ شراء مناسبة.

النفط

ادّى انحسار القلق بشأن الأزمة الأوكرانية اضافة الى زيادة حجم المعروض النفطي في الأسواق العالمية الى ضغوط نزولية على أسعار النفط العالمية فتراجع سعر النفط الاميركي WTI في نيويورك بنسبة 0,34 في المئة الى 102,29 دولار للبرميل كما تراجع سعر مزيج برنت الخام في اوروبا بنسبة 0,35 في المئة الى 108,02 دولارات للبرميل.