IMLebanon

ارتفاع حركة العبور ينعش البقاع تجارياً وسياحياً

Safir
سامر الحسيني

لا يختلف أصحاب المؤسسات التجارية والسياحية في البقاع على ملاحظة النشاط الملحوظ والمتصاعد للحركة المالية والاقتصادية والتسويقية داخل مؤسساتهم أخيراً.
يأتي هذا الانتعاش في الأسواق في ظل ارتفاع حركة العبور على كافة الطرق في البقاع، وفي مقدمها الطريق بين بيروت شتورة وصولا إلى شتورة دمشق التي تشهد في هذه الأيام ارتفاعا في حركة العابرين من لبنان الى الداخل السوري وتحديدا الى منطقة الشام التي باتت آمنة.
عودة الحرارة إلى حركة العبور في البقاع ان كانت داخلية أو دولية، قابلها، كما يؤكد تجّار لـ«السفير»، ارتفاع في حرارة التسوق في مختلف المؤسسات التجارية في البقاع، التي تشهد ارتفاعا في حجم مداخيلها اليومية، اضافة الى ارتفاع نسبة الحجوزات المؤكدة في مختلف المطاعم والمؤسسات الفندقية.

جو التوافق

يفسر عدنان غزالي (صاحب سوبر ماركت في شتورة) هذا الارتفاع في الحركة التسويقية الداخلية، إلى الاطمئنان والاستقرار الأمني، معتبراً أن «جو التوافق الداخلي، فعل فعله في إشاعة جو من الأمان، ما انعكس تلقائيا ارتفاعا في حركة العبور والتسوق. في حين ان استمرار هذه الحركة الناشطة مرهون باستكمال حالة التوافق الداخلي، التي يأمل منها غزالي أن تتوج بانتخاب رئيس للجمهورية، ما سيؤدي، وفق رأيه، إلى «تعزيز حالة الاستقرار الداخلي، ويحفز اللبنانيين المغتربين أو السياح الخليجيين على ارتياد لبنان».

سوق شتورة

في جولة لـ«السفير» في سوق شتورة، يلحظ أن التسوق يختلف في هذه الأيام عما شهدته عاصمة البقاع التجارية في الأشهر الماضية من ظاهرة حالات تسوق سريعة في مواقيتها، إضافة إلى حصر عملية الشراء في أصناف ضرورية ومحددة من دون أخذ الوقت الكامل والطويل في عملية التبضع، كما هي الحال في هذه الأيام، فالمتسوق يأخذ وقته كاملا في استراحته المقصودة في شتورة من أي جهة أتى، وهذا ما يبدو جليا من خلال علامات الأمان والراحة الواضحة على وجوه المتسوقين ما يخلق فرصة تسوق مريحة تؤدي حتما إلى ارتفاع في حجم المشتريات مع إطالة وقت التبضع.
ارتفاع حجم حركة العبور في ساعات الليل، يلاحظه مدير «بارك اوتيل شتورة» رياض سليلاتي من خلال الاشارة إلى ازدياد أعداد رواد البرامج الليلية داخل الفندق، قياسا الى الأشهر الماضية.

انتعاش الحجوزات

كان يكفي الاعلان عن رفع الحظر على سفر الرعايا السعوديين الى لبنان بالتوازي مع تعزيز حالة الاستقرار، حتى انعكس الأمر انتعاشاً في حركة الحجوزات التي بدأ بتدوينها سليلاتي، الذي يشير الى اطمئنانه للموسم السياحي في الصيف في ظل هذه التباشير المريحة.
في المقابل يعدّ خالد الشحيمي (صاحب مشتل) مسألة انطلاق الحركة السياحية الداخلية في ظل الاجراءات الأمنية، من أهم العوامل التي أدت إلى تفعيل الحركة الاقتصادية في البقاع التي أنهت أشهرا من الركود الاقتصادي.
يدلل الشحيمي على الحركة الناشطة من خلال مواكب السيارات التي ارتفع عديدها بين البقاع وبقية المناطق اللبنانية، «وهذا يعود بالنفع على كل المؤسسات التجارية في المنطقة التي تعتمد أساسا على حركة العبور ان كانت دولية او عربية أو محلية.
ويبدو أن الحركة ستكون أنشط في الأيام المقبلة مع توالي حجوزات اللبنانيين المغتربين الذين حسموا أمرهم بالسفر الى لبنان، وهذا الأمر يدركه الشحيمي من خلال تلقيه طلبات لتزيين حدائق منازلهم وتجهيزها، ولا سيما في منطقة البقاع الغربي والجبل، مشيرا إلى أن «هذا مؤشر فعلي إلى عودتهم هذا الصيف الى قراهم اللبنانية».

حجم المداخيل

عودة حركة العبور بين لبنان وسوريا عبر منطقة المصنع، وان كانت «متواضعة جدا» نوعاً ما قياساً إلى ما كانت عليه هذه الحركة قبل الحوادث السورية، أدت إلى ارتفاع حجم المداخيل في أكثرية المطاعم والاستراحات في شتورا، وفق ما يقول رباح هاشم (صاحب مطعم في جديتا) لـ«السفير»، مشيرا إلى أن مطاعم المنطقة استعادت في الأيام الماضية بعض زوارها من أفواج الرحلات الدينية بين لبنان والشام، ما انعكس ارتفاعا في حركة مبيعات.
في الأشهر الماضية لم يكن يصل حجم المدخول اليومي في أغلب مطاعم الوجبات السريعة في شتورة، الى مليون ليرة، في حين يشير رباح إلى تجاوز هذا الرقم أكثر من ثلاثة ملايين في اليوم الواحد، وخصوصا في نهاية الأسبوع.