IMLebanon

القطاع السياحي: تفاؤل حذر .. وترقّب

Safir
باسكال صوما

يحاول القطاع السياحي لملمة جراحه بعد ثلاث سنوات سجّلت غياب السياح العرب والخليجيين في ظلّ ارتفاع وتيرة الأحداث الأمنية، التي قضت على السياحة وأقفلت مؤسسات وهددت أخرى بالإفلاس. ووصل تراجع عدد السياح نحو 41.2 في المئة في العام 2013، مقارنةً مع العام الأساس 2010.
في موازاة ذلك يصرّ وزير السياحة ميشال فرعون على التفاؤل بالموسم السياحي، مع تشكيل حكومة المصلحة الوطنية واستتباب الأمن، ما يشجّع السياح والمغتربين على زيارة لبنان.
في هذا الإطار، عقد أمس، لقاءٌ حواريٌ من تنظيم «جمعية تجار بيروت» و«بنك لبنان والمهجر» مع فرعون حول «السياحة ومدى تأثيرها على الدورة الاقتصادية»، في مركز المحاضرات والتدريب في الجمعية.

مؤشرات إيجابية

بابتسامته المعهودة يوضح فرعون، لـ«السفير» أنّ «الاتفاق الأمني الإستراتيجي بين الوزارة والأجهزة المختصّة هو ما يعوّل عليه القطاع اليوم لاستعادة بريقه في هذا الصيف»، مشيراً إلى أن «هناك ارتفاعاً ملحوظاً في الحجوزات ورغبة حقيقيّة لدى السياح والمغتربين لزيارة لبنان». ثمّ يستدرك قائلاً: «نحن متفائلون بحذر، لكن اليوم هناك مؤشرات إيجابية تسمح أن تتحسّن الحركة السياحية، ويعود الخليجيون وغير الخليجيين إلى لبنان، مع العلم أنه في نهاية العام 2013 وبداية العام 2014 زاد التراجع السياحي 20 في المئة، وكان الوضع ذاهباً إلى المزيد من التأزّم».
ويضيف: «نحن لسنا منفصلين عن الوضع العام في المنطقة، إنما نعمل ما بوسعنا لإنعاش السياحة بعد ثلاث سنوات كانت من أصعب ما مرّ به القطاع». ويرى أنّ «وقف التدهور الذي نشهده اليوم، هو بداية التحسّن»، متمنياً أنّ «يكون هذا الصيف على قدر آمال القطاع السياحي».
وفي اللقاء الحواريّ، تطرّق رئيس «جمعية تجار بيروت» نقولا شمّاس إلى ما عانته السياحة خلال السنوات الثلاث الأخيرة بسبب التوتر الأمني والأزمات السياسية المتلاحقة، مؤكّداً أنّ «القطاع السياحي بات غير قادرٍ على تحمّل خسائر وصدمات جديدة». وإذ شدّد على «أهمية تحسّن الوضع الأمني وتشكيل الحكومة بعد طول انتظار»، أعرب عن «تفاؤل القطاع السياحي هذا الصيف مع الوعود الخليجية بزيارة لبنان وارتفاع نسب الحجوزات».

اقتصاد خدماتي

في موازاة ذلك، نوّه مدير عام «بنك لبنان والمهجر» سعد الأزهري «بتحسّن الوضع الأمني على الرغم من أنّ الأجواء السياسية ما زالت غير مستتبّة»، لافتاً الانتباه إلى أنّ «القطاعات بدأت تشعر بالتحسّن».
في المقابل، أوضح الأزهري أنّ «لبنان يفتقر إلى التنمية الاقتصادية، في ظل انخفاض معدّلات النمو التي لم تتعدَّ 2 في المئة في الفترة الأخيرة». وأبرز أهمية «القطاع السياحي بالنسبة للاقتصاد اللبناني الذي يعتمد بشكلٍ أساسيّ على الخدمات والسياحة»، مشيراً إلى أنّ «أي تدهور في القطاع السياحي له وقع كبير على الاقتصاد ككل». ورأى أنه «آن الأوان ليسترجع لبنان موقعه السياحي في المنطقة»، معرباً عن «استعداد الهيئات الاقتصادية لتقديم أي دعم ممكن لتحفيز السياحة».
من جهته، أمل فرعون أن «تنجح الخطّة السياحية في إنقاذ القطاع»، لافتاً الانتباه إلى أنّ «سفراء الدول يتعاطون بإيجابية مع السياحة في لبنان، وهناك وعود حقيقيّة وحجوزات جيّدة في الفنادق ووكالات السفر، ما يطمئن ويوحي بتحسّن الحركة». وإذ ذكّر بأن «عدد السياح الذي كان في العام 2010 مليونين و300 ألف سائح، نزل في العام 2013 إلى مليون و300 ألف سائح، ما ألحق خسائر كبيرة بالمؤسسات السياحية»، وأشار إلى أنّ «الوزارة عملت على تسويق لبنان في الخارج هذا الصيف، ودعمت 70 مؤسسة ضيافة في المناطق لتكون جاهزة لتقديم أفضل الخدمات». ولفت فرعون الانتباه إلى «أهمية البرامج السياحية والمهرجانات التي تنظّم في المناطق وفي بيروت، لتحفيز السياحة الداخلية وجذب السياح».
وقال: «وزارة السياحة عمدت الى دينامية جديدة لجذب السياح الى لبنان عبر اطلاق حملة «Lebanon Live Love» أي «حب الحياة» واطلقنا أكثر من 40 برنامجاً سياحياً بدعم من شركة طيران الشرق الاوسط والخطوط الجوية اللبنانية، وبأسعار تقل عن الف دولار لمدة اسبوع في بيروت ومختلف المناطق اللبنانية».
من جهة اخرى، التقى الوزير فرعون النائب علي المقداد مع وفد من مدينة بعلبك، حيث أوضح المقداد «ان اللقاء كان لدعوة فرعون لرعاية مهرجان التسوق والسياحة في بعلبك الذي سيقام في أواخر شهر آب من هذه السنة».