IMLebanon

تعريفات جديدة لـ«مافيا الساتلايت»… 30 ألف ليرة اضافية لبث المباريات

Akhbar
فاطمة شقير
لا بد أن الثلاثي الوزاري، بطرس حرب ورمزي جريج وعبد المطلب حناوي، لم يجد وقتاً كافياً لمتابعة انتشار ظاهرة «قرصنة المونديال» على الأرض ووقفها. انشغل الوزراء، ومعهم «عرابون كثر»، بعقد الصفقات المليونية مع شركة «سما»، تاركين «الرعية» لـ«الذئاب».

لطالما استفحل واقع «الاحتكار» وما يتبعه من «قرصنة» في لبنان، على أصعدة عدة؛ منها الكهرباء والإنترنت و«الساتلايت» وغيرها… لكنه « التهب» في عروق المجتمع اللبناني بالتزامن مع بداية عرض مباريات كأس العالم.
يشهد على هذا الواقع رجل أربعيني يقطن في أحد أحياء الضاحية الجنوبية، رفض أن يدفع لـ«مافيات» الكابلات المبلغ الذي فرضوه على الناس مقابل عرض مباريات كأس العالم. الرجل ضُرِب ضرباً مبرحاً، و«لا مين حس ولا مين دري».
لم يأبه موزعو «الساتلايت» في منطقة الصفير لـ«الصفقة» التي أبرمتها حكومتهم مع شركة «سما»، ولا بالتحدي الذي أقدم عليه «تلفزيون لبنان» بنقله المباشر للمباريات مجاناً. فهم ارتأوا إكمال ما بدأوا به قبل أن ترسو الحكومة على بر: تدفع 50 ألف ليرة (التعرفة الأساسية، بالإضافة إلى 30 ألف ليرة مقابل عرض المباريات)، أو يُفصَل عنكَ الاشتراك الشهري، وإن سوّلت لكَ نفسك واعترضت… فستُضرَب.

تسيطر مجموعة من إحدى العائلات على التوزيع في تلك المنطقة، فلا يسمح لموزعين آخرين بتقديم «خدماتهم» لمن يشاء من السكان، ولا هؤلاء الأخيرون قادرون على الاعتراض. رفض الرجل أن يدفع المبلغ، وسط تذمر من سكان المباني على التعرفة الإضافية. وفي لحظة «جرأة»، أرسلت زوجته رسالة نصية لـ«العائلة الموزّعة» تتهمهم بأنهم «نصابون». كان ذلك كافياً ليقرر هؤلاء صب جام غضبهم على الزوج. انتظروه في مرأب المبنى، لينال حصة وافية من الضرب المبرح.
وللإجابة عن السؤال البديهي الذي يراود ذهن الجميع: هل تقدم بشكوى عليهم؟ تكون الإجابة بديهية أيضاً: «لشو وجعة الراس معهم؟». كل ما فعله الرجل أنه أخبر عناصر من حزب الله في المنطقة ليكون الجواب: «شو بدنا نساويلهم!».
تقاسم «كبار البلد» الملايين، كما دائماً، تاركين خلفهم «الفخار يكسّر بعضه»، تعريفات إضافية لنقل المباريات تُفرض بالقوة على المواطنين، وأمن مسلوب من قبل «مافيات» يغذيها إهمال الدولة.