IMLebanon

أهالي عكار يستقبلون شهر رمضان وسط أوضاع ضاغطة: ارتفاع الأسعار وغياب المراقبة وانقطاع الكهرباء

AlMustakbal

زياد منصور

استقبل أهالي عكار شهر رمضان المبارك كما كل عام بالأدعيات والرجاء أن يعم الأمن والطمأنينة والسلام، وان ترتاح الأوضاع وتستقر أمور العباد والبلاد، الا انه على الرغم من الاستعدادت الكبيرة التي يجرونها تحضيرا للشهر الفضيل، فمعظم الأهالي يشكون من ارتفاع الاسعار، والقلق من الاوضاع الامنية وحال الخوف التي تعم البلد جراء موجة التفجيرات الاخيرة.

وتعد حلبا والبلدات الكبرى في عكار لا سيما ببنين وفنيدق ومشمش وعكار العتيقة مركزاً أساسياً لكل أنواع العادات الرمضانية، ففي لياليها يمارس التزهد والعبادة والصلاة وتطفو مظاهر الالفة، وفي اسواقها تزدهر الحركة المبيعات من اللحوم والخضر والفاكهة الى الحلويات التي تميزها، وأبرزها حلاوة الجبن والمناسف وغيرها من المأكولات المنتشرة والشعبية .

التحضير للشهر الفضيل

رغم الأعباء المادية والصعوبات الاقتصادية التي تؤثر بشدة في أوضاع معظم العكاريين والى جانبهم النازحون السوريون، فضلا عن الأوضاع الأمنية المتأزمة والشائعات المغرضة والاتهامات البغيضة التي تستهدف بعض بلداتها، فإن الكثير من العائلات بدت منهمكة بالاستعداد لشهر رمضان، مما زاد الطلب على المواد الغذائية ورفع اسعارها في الأسواق بشكل جنوني، وخصوصاً الحلويات واللحوم والخضر وبعض أنواع الفاكهة.

أبو محمد الأسمر وهو شخص اعتاد أن يكون رمضان شهراً مميزاً في بيئته في مجدلا وبين أفراد عائلته وأسرته قال لـ»لمستقبل« «كل عام وقبل حلول شهر رمضان بأيام نقوم بشراء البقوليات والسكر والأرز ونخزنها. لكن الحال تغير هذا العام مع استغلال التجار ازدياد الطلب لرفع اسعارهم بشكل جنوني على حسابنا جميعا«، مطالبا «الدولة ووزارة الاقتصاد ان تتحرك وتراقب ما يحصل، لأن أوضاع الاهالي وواقعهم الاجتماعي يزداد سوءاً، فكل شيء ارتفع وخاصة المواد الغذائية واللحوم، وكل الاحتياطات التي اتخذوها من قبل للتوفير والتقليل من الضغوطات المادية لم تجد نفعا، فرمضان هو رمضان ويجب ان تحتفي بقدومه كيفما يجب ووفق الأصول«.

الاسعار

ويلقي بعض المواطنين بمسؤولية إرتفاع الاسعار على أصحاب المحال بسبب استغلالهم إقبال الناس على الشراء استعداداً للشهر الفضيل، لكن أصحاب المحال يرفضون هذه الاتهامات ويلقون باللائمة على الأوضاع العامة والسماسرة والمحتكرين الذين يستغلون أي مناسبة للانتقام من التاجر الصغير والمواطن البسيط وخصوصاً في شهر رمضان والأعياد المختلفة. كما يلفتون الى أن الأوضاع الأمنية المعقدة ادت الى ارتفاع تكاليف نقل المواد الغذائية من المدن والمخاطر التي قد تصيب السائقين.

احمد القدور صاحب محل خضر ومجففات في حلبا، قال «ان «لحالة الأمنية هي السبب الرئيس في ارتفاع الأسعار». اضاف «أن السائقين الذين ينقلون المنتجات والمواد الغذائية الخضروات يقللون من نشاطهم وتحركاتهم خوفاً على حياتهم«.

هذه الحجج التي تقدم لتبرير ارتفاع الاسعار لم تمنع أصحاب الدخل الجيد والميسورين من الاقبال على شراء حاجيات رمضان وتخزينها. وفي هذا السياق، يقبل هذه الأيام سكان حلبا على الاسواق للتبضع، جريا على عادتهم، على اعتبار ان مائدة الفطور يجب أن تتميز بالكمية الزائدة والاصناف المتعددة.

ويقول خالد الابراهيم صاحب محل فاكهة مجففة ومكسرات وحبوب «اليوم يزداد الطلب على (المشمش والاجاص المجفف)، كما يزداد الطلب على قمر الدين، وهو عصير المشمش، والتمرهندي والزبيب لعمل المشروبات وهناك اقبال على شراء المكسرات كالجوز واللوز والفستق لاستعمالها في عمل الحلويات والتي بالفعل ارتفعت اسعارها كما الصنوبر والجوز حتى يصل سعر الكيلو الى سبعين الف للصنوبر. كذلك يزداد الطلب على البهارات والمطيبات لاستعمالها في انواع متعددة من الطعام المطبوخ والنيء«.

محمود الشيخ وهو صاحب محل لبيع الدجاج المذبوح، قال «الدجاج بأنواعه مطلوب بشكل كبير في شهر رمضان، وبالتالي وان بقي سعر الدجاج ثابتا الى الآن، لكنه بالتأكيد سيرتفع سعره مع البيض«. اضاف «أستطيع القول أن الأمر عينه بالنسبة للحوم. اما منتجات الالبان فتشترى يوما بيوم لاستخدامها كسحور عند الكثير من العائلات وينتظر ارتفاعها ايضاً«.

الحلوى

وفي عكار تنتشر محال الحلوى السورية المنشأة فيها من الخبرات الكثيرة، فغالبيتها كانت معروفة في حمص واليوم بسبب الأوضاع هناك انتقلت الى عكار، ويقول صاحب احد هذه المحال «ان الزلابية سيدة الموقف وتأتي معها البقلاوة ثم القطايف والكنافة. لكن طابور زنود الست يطول جدا في رمضان وخاصة في اللحظات الاخيرة قبل الافطار بخروجها ساخنة من الفرن«، مشيرا الى طلب وحجوزات على صواني البقلاوة والحلويات الرئيسية الأكثر رواجا، لا سيما الكنافة التي تعد ملكة حلويات العيد نظراً لسعرها المقبول«.

أزمة الكهرباء

لا شك أن رمضان بكل تجلياته هذا العام يتزامن مع مشكلة يعاني منها الجميع، وتتمثل بانقطاع التيار الكهربائي لست عشرة ساعة في اليوم، وهو ما يمنع من تخزين اللحوم في الثلاجات وكذلك الدجاج ، وهذا يزيد من الأعباء على كاهل المواطنين، ويساهم بالاضافة الى الأوضاع العامة في «خفوت رونق» هذا الشهر.

في كل الأحوال تعد الكهرباء من من الهموم المضافة للمواطن وخصوصا الصائم إذ أن جل ما يتمناه أن يعود إلى بيته ويجد الكهرباء من أجل أن يأخذ قسطا من الراحة قبل موعد الإفطار.

ويدعو اهالي المنطقة وفعالياتها الحكومة والمسؤولين أن يولوا الاهتمام الكلي للمواطنين من خلال زيادة ساعات التغذية بالكهرباء خصوصا وأن درجات الحرارة مرتفعة جدا في هذه الأونة من العام.