IMLebanon

نكسة المونديال تضرب اقتصاد أوروبا

Akhbar
شربل كريّم

خسائر هائلة نجمت عن خروج منتخبات كبيرة بشكلٍ مبكر من مونديال 2014، وتحديداً منتخبات أوروبا التي تركت تأثيراً سلبياً في مجالات مختلفة، منها الإعلامي والإعلاني والاقتصادي

نسبة متابعة تلفزيونية متراجعة. تراجع عائدات المبيعات الخاصة بكل ما يرتبط بكرة القدم أو ما يرافق حضور المباريات. وأسهم في البورصة تسجل تراجعاً. هذه هي الصورة المشتركة في العديد من البلدان الأوروبية التي خرجت من دور المجموعات لكأس العالم. وهنا الحديث عن البلدان العريقة في هذا المجال، وتحديداً إنكلترا وإسبانيا وإيطاليا.

وربما المتابع عن كثب لمباريات كرة القدم، يدرك بشكلٍ كبير أن الكل يريد رضى بلدان «القارة العجوز»، ولهذا السبب، عمد الاتحاد الدولي لكرة القدم الى تحديد مواعيد المباريات بشكلٍ يتناسب تماماً مع التوقيت الأوروبي لكي لا يغيب الجمهور _ الهدف عن حضورها ومتابعتها. وهذا الأمر لا نشهده خلال بطولة «كوبا أميركا» مثلاً، حيث تقام المباريات عادةً في توقيت يقارب ساعات الفجر الأولى بالنسبة الى أوروبا. طبعاً، يعلم «الفيفا» والمنظمون أن أوروبا هي سوق كروية أساسية، لذا فإنها تكون ممثلة بأكبر عددٍ من المنتخبات في المونديال. كما أن المعلنين «يغازلون» بطريقةٍ أو بأخرى الأوروبيين ويعوّلون على متابعة هؤلاء لكأس العالم من أجل زيادة مبيعاتهم في السوق الأوروبية، وهذا ما سبق أن أثبتته دراسة ترتبط بمبيعات الأجهزة الإلكترونية، وذكرت فيها أهداف شركة «سوني» اليابانية على سبيل المثال، وهي التي تعدّ من الرعاة الأساسيين في مونديال البرازيل.
وإذ أصابت مباراة إنكلترا وإيطاليا أرقاماً قياسية من حيث نسبة المشاهدة في بريطانيا، فإن تراجعاً رهيباً وملموساً للمتابعين عبر شاشة التلفزة كان خلال المباراة الأخيرة للإنكليز في مواجهة كوستاريكا، وذلك بعدما تحوّل هذا اللقاء الى هامشي إثر خروج منتخب «الأسود الثلاثة» من السباق الى إحدى البطاقتين المؤهلتين الى دور الـ 16 عن مجموعته.
والأكيد أن الإنكليز سيديرون ظهرهم أكثر وأكثر لكأس العالم بعد خروج منتخبهم، وهذا ما يؤثر على الدورة الاقتصادية في البلاد عبر نواحٍ عدة. فإذا أخذنا عيّنة عن النشاط في العاصمة لندن بعد إقصاء إنكلترا من المونديال، يظهر جليّاً من خلال الأرقام أن الحانات هي من المتضررين الأساسيين، إذ تراجعت نسبة بيع الجعة الى 36% بسبب عزوف المشجعين عن حضور المباريات فيها وانصرافهم الى الاهتمام بأشياء أخرى، إذ من المعلوم أن النسبة الأكبر من الإنكليز يرتبطون بكرة القدم عبر كرتهم المحلية ومنتخب بلادهم دون أي شيء آخر.
أضف، إنه في إنكلترا وإيطاليا وإسبانيا، لا يخفى أن المشجعين لن يُقبلوا بعد اليوم على شراء قمصان منتخبات بلدانهم، لا بل إن إنكلترا توقعت خسائر بقيمة 1.3 مليار جنيه استرليني في اقتصادها بسبب الخروج المرير لمنتخبها، وذلك لناحية الإنتاج والبيع في البلاد، حيث أشارت دراسة الى أن 200 مليون جنيه صُرفت من قبل المشجعين على شراء التذكارات والتجهيزات الخاصة بالمنتخب الإنكليزي، إضافة الى ما دفعوه في الحانات والمطاعم في الشوارع الراقية.
كذلك، توقعت شركتا «بوما» التي تجهز المنتخب الإيطالي و«أديداس» التي تجهّز نظيره الإسباني تراجعاً رهيباً في مبيعاتها في سوقَي البلدين المذكورين، حيث ذهبت بعض المحال سريعاً الى إقرار تنزيلات على البضائع المكدّسة لديها بعدما توقعت ذهاب المنتخبين بعيداً في المونديال، قبل أن تحلّ النكسة الكبرى.
إنه المونديال صانع الأفراح والأتراح في آنٍ معاً.

انخفاض ملحوظ للأسهم

تتأثر سوق الأسهم بكل أمرٍ يرتبط بالأساسيات الخاصة بالدورة الاقتصادية، إذ أورد موقع «بي بي سي»، تقريراً أشار فيه الى تراجع الأسهم الإنكليزية في أسواق البورصة مع كل نكسة لمنتخب «الأسود الثلاثة». وهذا الأمر كان واضحاً عندما تراجعت الأسهم البريطانية 0.34% عند سقوط إنكلترا في مباراتها الأولى أمام إيطاليا. والأمر عينه انطبق على الأسهم الإسبانية في البورصة الأوروبية، التي سجلت تراجعاً بنسبة 1% بعد السقوط الكبير لمنتخب «لا فوريا روخا» أمام هولندا.