IMLebanon

فرنسوا باسيل في مواجهة عفن الطبقة السياسية (بقلم طوني أبي نجم)

Francois-bassil--new

فرنسوا باسيل يمثل أمام المحكمة الأربعاء 2 تموز 2014 كمدعى عليه من قبل النائب هاني قبيسي. الخبر جدي ولا يحمل التباسات.

فرنسوا باسيل، أحد روّاد العمل المصرفي في لبنان ورئيس مجلس إدارة بنك بيبلوس ورئيس جمعية المصارف يمثل في دعوى من أحد نواب حركة “أمل”!

أحاول ألا أصدّق الخبر… لكنّه صحيح!

أشعر وكأن شيئاً في داخلي يُمسّ…

لستُ موظفاً في بنك بيبلوس، ولست مساهماً في المصرف بطبيعة الحال لأن حجمي المادي يكفيني حصراً لسداد فواتيري الشهرية. ولكنني أشعر أنني معني كمواطن لبناني بشكل مباشر بهذه القضية التي هي أولاً قضية أخلاقية.

نعم هي قضية أخلاقية، ليس لأن فرنسوا باسيل لا يجب أن يمثل أمام محكمة، فربما مثل أو قد يمثل كمدّعي أو كمدّعى عليه في قضايا مالية متصلة بأعماله، وهذا يحصل كثيراً في عالم المال والأعمال. لكن أن يمثل كمدّعى عليه في دعوى من نائب يحاول أن “يثأر” لشرف نواب مدّدوا لأنفسهم خلافاً للدستور وقسم منهم يمتنع اليوم عن انتخاب رئيس جديد في بقايا جمهورية تنهشها التبعية للخارج والفساد والزبائنية السياسية… فتلك مسألة تتعلق حتماً بالأخلاق!

يحاول البعض في لبنان، سواء من السياسيين أو أحيانا من الحركة النقابية المضلَّلة والمضلِّلة، أن يصف أصحاب المصارف بأنهم “حيتان المال”. لماذا؟ لأنهم بنوا أنفسهم بأنفسهم وحققوا سمعة مالية ومصرفية مهمة لهم وللبنان ولأنهم يؤمّنون استمرار الدولة اللبنانية التي لولاهم لأعلنت إفلاسها منذ زمن!

فرنسوا باسيل من “حيتان المال”… أمّا “الحيتان السياسية” التي استولت على مقدرات الدولة السياسية والمالية وسخّرتها لمصالحها الخاصة ولمنطق زبائنيتها السياسية فهؤلاء باتوا كـ”امرأة قيصر” التي هي فوق الشبهات ولها أن تحاكم الآخرين!

كلام باسيل عن الطبقة السياسية خدش حياء النائب هاني قبيسي ومن وراءه. لم يتحمّل نائب حركة “أمل” المؤتمنة على مجلس الجنوب أيّ مسٍّ بنزاهة الطبقة السياسية في لبنان!

وسعادة النائب الذي لا يزال يتقاضى مخصصاته لأن المصارف اللبنانية لا تزال تموّل الدولة عبر الاستتكتاب في سندات الخزينة يدّعي على رئيس جمعية المصارف!

يبدو أن بعض السياسيين في لبنان يصرّ على محاولة استخدام القضاء في وجه كل من يجرؤ على قول كلمة لا. لكن القضاء اللبناني يدرك أن هذه المحاولات لا يمكن ولا يجب أن تمرّ.

فالإساءة الى فرنسوا باسيل، لا سمح الله، هي إساءة الى كل لبناني شريف، إساءة الى كل لبناني عصامي، إساءة الى كل لبناني ناجح لا يزال يؤمن بلبنان وإساءة الى كل متموّل لا يزال يفكر بالاستثمار في هذا البلد!

يكفينا من أكثرية هذه الطبقة السياسية عجزها عن القيام بواجباتها وفسادها المستشري وإصرارها على عرقلة قيام دولة تؤمّن حقوق الجميع، لكي تبقي مزارعها المذهبية قائمة…

بربّكم دعوا الذين يمثلون وجه لبنان الحقيقي، وجه لبنان النجاح والإشراق، دعوهم يعملون. هم لا يطلبون منكم أن تشكروهم أو تكرّموهم، لكن على الأقل لا تسيئوا للبنان من خلال محاولة الإساءة إليهم!

فرنسوا باسيل،

أنا لا اعرفك شخصياً، لكن كن على ثقة أنني والأكثرية الساحقة من اللبنانية نمثل معك أمام المحكمة في مواجهة نموذج من طبقة سياسية تطبق على صدر الوطن. وتأكد أننا وإياك والحق أكثرية..