IMLebanon

عكار: السياحة البيئية تراجعت 90%…والتحضير لأول مهرجان رسمي في منتصف آب

Safir

نجلة حمود

تستعد محافظة عكار لإقامة سلسلة من المهرجانات والمعارض الحرفية بهدف تنشيط السياحة في المنطقة، كمقدمة لإدراج عكار ومعالمها الأثرية على الخريطة السياحية.
ولعل إصرار أصحاب المؤسسات السياحية على تحمل الانتكاسات المتكررة التي أصيبوا بها خلال العامين الماضيين، هو تأكيد منهم على إيمانهم بجمال منطقة عكار وأهمية الأماكن السياحية والأثرية التي تختزنها، وضرورة إقحام الوزارات والمؤسسات الرسمية المعنية في تثبيت حق عكار في العملية التنموية الشاملة، التي تعد أحد أهم مرتكزات الدور السياحي الفاعل.
سياحة اغترابية
بات معلوماً أن السياحة بالمفهوم المتعارف عليه في مختلف المناطق، غير موجودة في عكار التي تقتصر الحركة السياحية فيها على السياحة الاغترابية المتمثلة بزيارة الوافدين، بالإضافة إلى سياحة بيئية يشكل بعض السياح الأجانب واللبنانيين، من محبي الطبيعة والسير في المناطق النائية عمادها، مستكشفين آثار عكار، خصوصا القموعة وتلة عرقا كونهما من المعالم الأساسية والفريدة في كل لبنان.
لا يخفى على أي لبناني أن عكار ما زالت خارج الخريطة السياحية برغم ما تختزنه من قلاع، وحصون، وبيوت تراثية، وكنائس، وسرايا، وغابات، وأنهر، ومواقع أثرية مهمة تؤرخ لحقبات تاريخية مهمة مرت على البلاد. وجذبت تلك الآثار العديد من كبار علماء الآثار الفرنسيين منذ العام 1972، الذين دأبوا على دراستها والتنقيب عنها، بينما لم تحرك الدولة اللبنانية ساكناً لتطويرها.
خطوة أولى
لعل الخطوة الأولى التي من شأنها وضع عكار على الطريق الصحيح هو إطلاق «مهرجانات القبيات»، الذي يعد الإشارة الإيجابية الأولى للنشاطات السياحية والثقافية التي ستقام على أرض القبيات، وتحتضنها محافظة عكار، ابتداءً من الخامس عشر من آب 2014 حتى السابع عشر منه، برعاية وزارتي السياحة والثقافة. ليكون بذلك أول مهرجان رسمي يقام في محافظة عكار بهدف كسر الجليد القائم في المنطقة وتغيير الصورة النمطية المحفورة في أذهان بعض اللبنانيين الذين لم يتعرفوا يوماً الى عكار.
وتؤكد رئيسة «لجنة المهرجانات» سينتيا حبيش لـ«السفير» أن «هذه الخطوة جاءت بعد تحضيرات مكثفة منذ تسعة أشهر لتكون على المستوى المطلوب، حيث أردنا أن تكون الانطلاقة قوية، وأن يحقق المهرجان المعد لاستقبال ثلاثة آلاف شخص نجاحاً لافتاً، وقد تمكنا من خلال إنجاز فيلم قصير يظهر معالم عكار وجمال غاباتها من وضع المحافظة ضمن موقع وزارة السياحة على الانترنت».
وتوضح حبيش أن «هذه المهرجانات، تهدف قبل كل شيء آخر الى إنعاش القبيات والمنطقة اقتصادياً وإنمائياً وسياحياً، والى تثبيت صورة معالمنا الطبيعية والبيئية الجميلة على الخريطة السياحية اللبنانية».
يتضمن المهرجان، وفق حبيش، حفلات غنائية، رحلات بيئية بالتعاون مع مجلس البيئة في القبيات لزيارة أجمل المواقع الطبيعية والحرجية في جرود القبيات وعكار وصولا الى سهلات القموعة في أعالي جبال عكار، وذلك سيراً على الأقدام لتعريف المشاركين على المناطق الطبيعية اللبنانية.
يتضمن المهرجان أيضاً، على مدى ثلاثة أيام متتالية، معارض سياحية وفنية وتراثية وصناعية وحرفية، تبرز المنتجات القبياتية والعكارية على أنواعها.

الهاجس الأمني

تشدد حبيش على «أن الهاجس الأمني ليس موجوداً على الإطلاق، فعندما كنا نحضر للمهرجان كان الشمال في أسوأ أوضاعه، وبالرغم من ذلك كنا مصرين على خلق مساحة من الفرح والتألق، كما أن المهرجان سيكون بمواكبة من وزارة الداخلية والبلديات».
في المقابل، يقول صاحب مطعم في بينو كيبون الوراق لـ«السفير»: «نمني النفس هذا العام بموسم سياحي رائع، لأن منطقتنا من أجمل ما يكون ولا ينقصنا سوى الأمان، والتخفيف من الشحن الطائفي والمذهبي كي نتمكن من الاستمرار في عملنا، خصوصاً أن مؤسساتنا السياحة تؤمن خدمة ممتازة للزبائن»، مشيراً الى تراجع ملحوظ في الموسم الماضي بسبب الخروقات الأمنية المتكررة التي شهدتها الحدود الشمالية، وانعكاس تداعيات الأزمة السورية على الداخل اللبناني، إضافة الى مظاهر قطع الطرق بسبب الأحداث الأمنية التي شهدتها مدينة طرابلس وانعكاس ذلك على عكار، إذ إن العديد من زبائننا هم من طرابلس وبيروت».
ويأمل صاحب مطعم في الحاكور عماد نصر «تحقيق أرباح 125 في المئة، لأن العام المنصرم بالرغم من الأزمات المتلاحقة تمكنا من المحافظة على زبائننا، وكان الموسم جيداً، أما هذا العام فإننا نعقد الأمل على حركة مضاعفة، سوف ينشطها السياح الأجانب وعودة المغتربين، الذين من المفترض أن يزوروا بلداتهم ونحن ندعوهم للعودة لأن طبيعة عكار رائعة، وهي أهم منطقة سياحية في عكار لو أُعطيت حقها. لكن للأسف بالنسبة للدولة فإن السياحة تبدأ من جبيل، أما الشمال فغير مدرج ضمن الخريطة السياحية».

التراجع % 90

يكشف رئيس «مجلس البيئة» في عكار الدكتور أنطوان ضاهر لـ«السفير» أن «السياحة البيئية تراجعت العام المنصرم 90 في المئة، بسبب الأوضاع الأمنية المضطربة»، آملا تغيير الواقع هذا العام، خصوصاً من خلال مهرجان القبيات، الذي سيترك أثراً إيجابياً بدأ يظهر عبر الحجوزات المكتملة في الفنادق والبيوت التراثية التي جرى تحويلها الى فنادق بهدف استقطاب السياح البيئيين.
ويشير الى «أن المجلس سوف ينظم زيارة للمواقع السياحية الدينية والأثرية، وذلك بدءاً من قلعة الحصن الرومانية في اكروم مروراً بسيدة القلعة في منجز على النهر الكبير ودير مار الياس في عندقت عودين وبدير الآباء الكرمليين ومتحف الطيور والفراشات في القبيات وصولا الى دير مار شليطا الاثري في القبيات».