IMLebanon

أسواق لبنان تترنّح في «ستاتيكو قاتل»

Joumhouriya-Leb
طوني رزق

تمرّ الاسواق اللبنانية المالية والتجارية في احدى اسوأ الظروف التي يمكن تخيّلها وسط اوضاع اقليمية وداخلية في منتهى السلبية. فالتطورات الاقليمية ما زالت تضخ في لبنان المزيد من النازحين، الامر الذي تجاوز كل الخطوط الحمر الانسانية والاجتماعية والاقتصادية من دون اغفال التداعيات السياسية والامنية.
كما ضيّقت التطورات الدراماتيكية المساحات الجغرافية الاقتصادية امام لبنان واللبنانيين وضغطت على عمل المؤسسات اللبنانية المنتشرة في المناطق التي ما زالت تشهد تصعيداً في التوتر الامني والاضطهاد الانساني. كما انّ الانقسامات السياسية الداخلية العملاقة ما زالت تحول دون مجيء السيّاح الى لبنان من الدول الخليجية خصوصاً.
وقد افتقدت الاسواق التجارية والمؤسسات السياحية على اختلاف انواعها لهؤلاء السيّاح هذا الصيف الذي بدأ يشارف على نهايته واضعاً حداً ونهاية للآمال التي كان البعض قد عَلّقها على حركة سياحية مُنعشة للاقتصاد اللبناني.
ويبدو انّ لبنان على اختلاف مؤسساته الحكومية والعامة وتنوّعها، دخل في مرحلة من الموت السريري مع الشلل في مختلف الادارات ومراكز القرار في وضع استبعدت فيه كل احتمالات تجاوز الحائط المسدود. فاللاعبون المحليون لم يتغيروا ولم تتبدل سياساتهم وأساليب اعمالهم وتحركاتهم، ولا يبشّر ذلك بأيّ اختراق للستاتيكو القائم الذي أدخل البلاد في ثلّاجة الانتظار الى حين ظهور مبادرات خارجية من دول اقليمية وغربية مؤثرة.
وكانت بورصة بيروت الرسمية للأسهم تأثرت الاسبوع الماضي سلبياً وبشكل اضافي جرّاء الفراغ الذي بدأ ينسحب على اكثر من مركز سياسي قيادي في البلاد، ومن الجمود في معالجة الملفات الاجتماعية والاقتصادية الكبرى.

وظهر التأثير السلبي خصوصاً مع تراجع اسهم شركة سوليدير بفئتيها (أ) و(ب) الى مستويات متدنية جديدة دون مستوى الـ 13 دولاراً. يأتي ذلك وسط احتمالات تسجيل المزيد من التراجع. وترافق ذلك مع انخفاض قياسي في احجام التداول في البورصة اللبنانية.

وعلى رغم تحسّن طفيف في سعر صرف الليرة مقابل الدولار الاميركي في السوق المصرفية، الّا انّ المستويات الراهنة ما زالت تعكس المزاج السلبي العام في اوساط المستثمرين والمتموّلين في السوق اللبنانية. ويستتبع كل ذلك غياب شبه كامل للمبادرات الاستثمارية والمالية الكبرى، والتي يخترقها بين الحين والآخر انباء تتعلّق بعمليات اندماج واستحواذ في القطاع المصرفي ليست سوى تداعيات غير مباشرة للاوضاع الراهنة والاستثنائية التي تمر بها البلاد في الفترة الراهنة.

أسواق الصرف العالمية

بقي الدولار مستقراً أمس فوق أعلى مستوياته في اربعة اشهر مدعوماً بالانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة الاميركية في الفصل الثاني، فتراجع اليورو بنسبة 0,05 في المئة الى 1,3402 دولار والجنيه الاسترليني بنسبة 0,07 في المئة الى 1,6932 دولار، وزاد الدولار بنسبة 0,08 في المئة الى 0,9076 فرنك سويسري.

كما ارتفع الدولار بنسبة 0,14 في المئة الى 102,26 ين ياباني وزاد ايضاً بنسبة 0,10 في المئة الى 1,0863 دولار كندي وتقدّم بنسبة 0,20 في المئة مقابل الدولار الاوسترالي الى 0,9364 دولار.

ولقي الدولار دعماً ايضاً، ومن المتوقع أن تأتي تقارير الوظائف الاميركية بأنباء ايجابية اضافية عن النمو الاقتصادي الاميركي، الامر الذي يتوقع ان يقود الاحتياطي الفدرالي الاميركي لاتخاذ قرارات مبكرة وجدية بتخفيض سياسات التحفيز الاقتصادي التي تضغط عادة على اسعار الدولار في اسواق الصرف العالمية مقابل العملات الرئيسية الاخرى.

الأسهم العالمية

تضررت اسواق الاسهم في غالبية البورصات الاميركية والاوروبية مع الحذر من أرباح الشركات في الفصل الثاني من العام. فتراجع المؤشر الاميركي للاسهم الممتازة داو جونز في بورصة وول ستريت بنسبة 0,42 في المئة الى 16912 نقطة، وانخفض مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0,45 في المئة الى 1970 نقطة، كما تراجع مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 0,06 في المئة الى 4443 نقطة. وتضررت الاسهم الاميركية ايضاً من قوة الدولار ومن توقعات بخفض جديد لسياسات التحفيز الاقتصادي.

وفي اوروبا انخفض مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0,07 في المئة الى 6803 نقطة، وتراجع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0,05 في المئة الى 4364 نقطة. امّا مؤشر داكس فزاد بنسبة 0,15 في المئة الى 9667 نقطة. وفي آسيا استفاد مؤشر نيكي في بورصة طوكيو من قوة الدولار ليقفل مرتفعاً بنسبة 0,18 في المئة الى 15646 نقطة، كما اقفل مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ مرتفعاً بنسبة 0,37 في المئة الى 24732 نقطة.

الذهب
تراوحت اسعار الذهب أمس دون مستوى الـ 1300 دولار للاونصة. اذ تراجع بنسبة 0,02 في المئة الى 1298,86 دولاراً في حين كانت اسعار الفضة تتراوح حول مستوى 20,60 دولاراً للاونصة بزيادة 0,06 في المئة.

وتأثرت اسعار الذهب أمس بترقّب المستثمرين لمدى قوة الاقتصاد الاميركي، فتراجع لليوم الثالث على التوالي. وكان الاقتصاد الاميركي سجّل انتعاشاً في الفصل الثاني من العام واستقرت اسعار الدولار بالتالي عند أعلى مستوى لها في ثمانية اسابيع، وهي عوامل تضعف الذهب عموماً. لكنّ العوامل الجيوسياسية ظلت تدفع الذهب للاحتفاظ بمكاسب ونسبتها 8,1 في المئة منذ مطلع العام 2014.

النفط
ارتفعت اسعار النفط الاميركي بنسبة 0,32 في المئة الى 101,29 دولار للبرميل، لكنّ اسعار نفط برنت الخام في اوروبا تراجعت بنسبة 0,15 في المئة الى 107,56 دولارات للبرميل. وجاء ذلك مع متابعة الاسواق لتقارير المخزون الاحتياطي الاميركي من النفط والاحداث في ليبيا وتأثيرها على الامدادات النفطية من هذا البلد المنتج الكبير للنفط.