IMLebanon

ماذا يحصل في التيّار الوطني الحر؟

tayyar-watani-hour

ربما يكون العنوان كبيراً. وربما يحمّل أكثر ممّا يحتمل. إلا أنّ السؤال يفرض نفسه فعلاً: ماذا يحصل في التيّار الوطني الحر؟

كتب القيادي في “التيّار” نعيم عون مقالاً نشر يوم أمس في صحيفة “السفير” خرج فيه ابن شقيق العماد ميشال عون عن صمته، وهو المعروف بقلّة الكلام في الإعلام وخارجه.

قبل ثمانٍ وأربعين ساعة على المقال، كاد يتحوّل عرس ناشط في “التيّار” الى مجزرة بسبب إشكالٍ بين نائب فيه ومنسّق أحد الأقضية بسبب رفض الثاني مصافحة الأول، فهجم مرافقو النائب عليه وحصل هرجٌ ومرجٌ وضرب بالأيدي وتمّ تحطيم طاولات وتكسير صحون أمام مشهد صُعق منه المدعوون، ومن بينهم وزراء ونوّاب تابعوا ما شبّهه بعضهم بـ “الفيلم الأميركي”.

وقبل المقال والإشكال، هناك سلسلة من الأحداث والانتقادات، وهناك ماء كثير في أفواه نوّاب وقياديّين وناشطين في التيّار الوطني الحر غير راضين عن أمورٍ كثيرة تحصل فيه، ولو أنّ غالبيّتهم، إن لم نقل جميعهم، يحيّدون العماد عون.

من الكلام الذي قاله نعيم عون في “السفير” ويردّده أصدقاء له في المجالس الخاصّة وحتى في اجتماعات “التيّار”: “بالامس القريب كان “التيار” رائداً في افكاره، سبّاقا في ادائه، مثالا في محيطه، رمزا لشباب جيلنا. هذا التيار الذي عرفته أنا وغيري الكثيرين، لم يعد موجوداً اليوم بينما تشي اللحظة بأهمية خروجه من كبوته هذه لكي يستحق المستقبل.

التحديات والمخاطر كثيرة والمقاربات التقليدية المتّبعة منذ مدة، أوصلتنا الى عكس المُراد او على الأقل لم تعد فاعلة نسبة الى المرحلة الاستثنائية. من هنا أهمية أن يعي من هم اليوم في موقع المسؤولية، وزارياً ونيابياً وحزبياً، أن “التيار” نجح في الماضي لأنّ فكره وقوله وفعله كانوا منسجمين ومتناغمين، وقد أنتج ذلك جاذبية وحيوية سياسية كانت تفتقد اليها معظم التيارات والأحزاب السياسية منذ استقلال لبنان حتى يومنا هذا.

إن الكلام المتكرر والباهت والتبريري والضبابي لم يعد يقنع أحداً وبات لزاماً علينا البحث عن حلول خلاقة قبل فوات الآوان”.

لن يمرّ كلام نعيم عون، بما يمثّل في داخل “التيّار” وفي انتمائه العائلي مرور الكرام. كما أنّ كلامه لا يختصر الأزمة “العونيّة” ولو أنّه يضع الإصبع على جزءٍ كبيرٍ من “الجرح”.

فهناك مشكلة أيضاً في إعلام التيّار وفي مستوى بعض نوّابه وفي الخلافات التي لا تنتهي قصصها بين بعضهم وفي تراجع النشاط الحزبي بشكلٍ كبير حتى يكاد يقتصر على حفلات العشاء في المناطق والتي تتكرّر فيها الشعارات نفسها، مع إضافات من وحي “داعش” في الآونة الأخيرة.

هناك، ربما، من مناصري التيّار الوطني الحر، من سيقرأ هذه السطور ويغمض عينيه ويرفض هذا الواقع. وهناك من سيعترف ويباشر بالإصلاح والتغيير، من الداخل قبل الخارج. الأمر متروكٌ للإرادة والضمير…