IMLebanon

أسبوع بورصة بيروت مشاعر قلق ضغطت على “سوليدير” دون غيرها من الصكوك القيادية

Nahar
ايلي قهوجي

لم يقيض للاسواق المالية اللبنانية ان تواصل تفاعلها مع عودة الرئيس سعد الحريري الى البلاد على نحو مفاجىء صباح الجمعة 8 آب الجاري بعد غياب قسري دام اكثر من ثلاث سنوات، بالتزامن مع اخلاء عرسال من المجموعات الإرهابية المتطرفة التي كانت قد احتلتها مطلعه، في تطور أنعش الآمال في تحسن مناخ الاستثمار في البلاد بقدر ما يمهد لعودة الوئام اليها ويساعد على انتخاب رئيس جديد للجمهورية ليواكب هذه المرحلة الجديدة الواعدة في نظر البعض. الا ان اللغط الذي رافق اخلاء هذه البلدة من المسلحين الذين لم يغادروها الا بعد خطف أفراد من الجيش اللبناني ومن قوى الامن الداخلي لمبادلتهم كما تردد مع موقوفين وسجناء في لبنان متهمين بأعمال ارهابية، عاد وأبقى الوضع الداخلي مشرعاً على كل الاحتمالات غير المطمئنة منذ مطلع الاسبوع. ومما أضفى مزيداً من القلق على الاجواء المخيمة على البلاد عودة التحركات المطلبية الى الشارع على خلفية عدم بت السلطات المختصة ملف سلسلة الرتب والرواتب للعاملين في القطاع العام مع لجوء مياومي مؤسسة كهرباء لبنان الى تصعيد احتجاجاتهم ضد الإدارة دعماً لمطالبهم، وقت أخفق مجلس النواب الثلثاء الماضي في انتخاب رئيس جديد للجمهورية للمرة العاشرة قبل خلو هذا المنصب منذ 25 ايار الماضي وبعده، الامر الذي سرعان ما بدّل مشاعر التفاؤل في الاسواق المالية اللبنانية بعودة الاستقرار الى البلاد، وخصوصاً عقب سفر الرئيس الحريري الى المملكة العربية السعودية مجدداً بعد نحو خمسة ايام من عودته الى لبنان. وقد تداخلت كل هذه التطورات المتتالية والمتسارعة لتلقي بثقلها على بورصة بيروت منذ منتصف الاسبوع الماضي وتعيدها الى دائرة التجاذب والبلبلة التي تحد عادة من المبادرات في اتجاه التوظيف في اصول لبنانية، ولا سيما منها تلك العائدة الى صكوك مالية مدرجة على لوائحها بقيادة اسهم “سوليدير الاكثر انتشاراً في السوق وتمثيلاً لها مع غيرها من الصكوك المصرفية. وهكذا بعد بداية اسبوع واعدة الى حد ما استكمالاً لنهاية اسبوع مماثلة سبقتها، عادت بورصة بيروت تعاني ارتدادات التوترات الاجتماعية والسياسية في ظل أوضاع أمنية هشة على خلفية ما سيفضي اليه ملف العسكريين المخطوفين من عرسال، وقت ارجىء الموعد الجديد لانتخاب رئيس الجمهورية الى الثلثاء 2 ايلول المقبل للمرة الحادية عشرة.
وفي انتظار ان تتضح صورة الوضع، شكّلت أسهم “سوليدير” الهدف الأبرز للتصويب عليها، فبعد القفزة الكبيرة التي سجلتها بتأثير من “مفعول عودة الحريري” عليها مطلع الأسبوع الماضي أيضاً والذي جعلها تلامس صعوداً فترة عتبة الـ13,50 دولاراً للسهم الواحد، تحولت أسعارها الى التراجع اعتباراً من منتصفه الى ما دون عتبة الـ13,00 دولاراً الى أدنى على 12,52 دولاراً قبل ان تنهي الاسبوع الماضي الخميس 14 آب، عشية العطلة الرسمية في عيد انتقال السيدة العذراء، بـ12,88 دولاراً للسهم الواحد من الفئة “أ” في مقابل 13,02 دولاراً الجمعة 8 منه (ناقص 1,08 في المئة) وبـ12,61 دولاراً للفئة “ب” في مقابل 13,03 في الفترة عينها (ناقص 3,23 في المئة). وجرى ذلك في سوق أقل نشاطاً هذا الاسبوع عنها في الاسبوع الذي سبقه اذ تبودل منها ما مجموعه 137121 سهماً من الفئتين قيمتها 1,807,136 دولاراً ونسبتها 43,08 في المئة من الحجم الاجمالي للبورصة في مقابل تداول ما مجموعه 1441772 سهماً من الفئتين قيمتها 1,816,595 دولاراً ونسبتها 52,73 في المئة من الحجم الاجمالي للبورصة في الفترة عينها.
وظل قطاع المصارف بكل مكوناته بعيداً من المضاربات التي شهدتها اسهم “سوليدير” حتى انه تمكن من تعويض الخسائر التي منيت بها وساعد السوق على التماسك مشكلاً الاسبوع الماضي 56,59 في المئة من الحجم الاجمالي للبورصة بتبادل ما مجموعه 166117 صكاً قيمتها 2,373,162 دولاراً، في مقابل تداول ما مجموعه 106221 صكاً قيمتها 1,486,281 دولاراً ونسبتها 43,14 في المئة من الحجم الاجمالي للبورصة في الاسبوع الذي سبقه. وجرى ذلك في سوق طغت فيها الصكوك الرابحة على تلك الخاسرة، اذا ارتفعت أسعار شهادات ايداع “بنك عوده” وأسهمه المدرجة والتفضيلية – F” من 6,25 دولارات الى 6,50 (زائد 4,00 في المئة) ومن 6,01 دولارات الى 6,35 (زائد 5,65 في المئة) ومن 100,00 دولار إلى 100,50 (زائد 0,50 في المئة) توالياً مع أسعار أسهم “بنك بيبلوس” العادية والتفضيلية – 2008 التي ارتفعت أسعارها من 1,60 دولار الى 1,63 (زائد 1,87 في المئة) ومن 100,60 دولار الى 100,70 (زائد 0,09 في المئة) توالياً لتستقر أسعار أسهمه التفضيلية – 2009 على 100,50 دولار مع أسعار اسهم “بنك لبنان والمهجر” المدرجة والتفضيلية – 2011 وشهادات الايداع العائدة الى هذا المصرف على 8,75 دولارات و10,20 دولارات و9,35 دولارات توالياً واسهم “بنك بيمو” التفضيلية – 2013 على 100,30 دولار وأسهم “بنك بيروت” التفضيلية – E على 25,80 دولاراً الذي تراجعت اسعار اسهمه المدرجة من 19,00 دولاراً الى ذ8,39 (ناقص 3,22 في المئة) والتفضيلية – I من 25,75 دولاراً الى 25,70 (ناقص 0,20 في المئة) وأسهم “البنك اللبناني للتجارة” المدرجة من 1,80 دولار الى 1,70 (ناقص 5,55 في المئة).
وتبعاً لذلك، ومع اخذ ارتفاع اسعار أسهم “هولسيم” المنتجة للاسمنت من 13,46 دولاراً الى 14,05 (زائد 2,10 في المئة) في قطاع صناعة مواد البناء في الاعتبار، اقفل مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية بارتفاع مقداره 9,53 نقاط ونسبته 0,79 في المئة على 1200,83 نقطة الاسبوع الماضي، في مقابل 1191,30 نقطة في الاسبوع الذي سبقه، وذلك في سوق أكثر نشاطاً وحذراً اذ تبودل فيها ما مجموعه 304235 صكاً قيمتها 4,194,306 دولارات في مقابل تداول 289156 صكاً قيمتها 3,445,240 دولاراً في الفترة عينها، أي بارتفاع نسبته 5,21 في المئة عدداً و21,74 في المئة قيمة.