IMLebanon

تدخلات سياسية توحي بفتح كوة في جدار أزمة الكهرباء

Joumhouriya-Leb

ايفا ابي حيدر

قرابة الشهر مر على اعتصام المياومين واقفالهم المبنى الرئيسي لمؤسسة كهرباء لبنان وحتى الان لم يتلقف اي طرف سياسي الملف ويعمل على حله، خصوصاً وأن كل الملفات اجتماعية كانت او اقتصادية لا تحل الا بالتسويات السياسية.
وحدها بلدية جزين خرقت اعتصام المياومين بخلع الاقفال التي وضعها العمال المياومون على ابواب شركة كهرباء لبنان والذين منعوا الموظفين من الدخول. وقد صرح رئيس البلدية خليل حرفوش انه ليس ضد اضراب العمال المياومين وحقوقهم شرط ان تبقى ابواب الشركة مفتوحة لخدمة المواطنين وتأمين الصيانة للشبكة.
وقد انضمت امس نقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان الى التحرك، ونفذت اضراباً لثلاثة ايام يستمر حتى غد الاربعاء احتجاًجاً على اغلاق ابواب مؤسسة كهرباء لبنان، مطالبة بتأمين دخول وخروج عمال ومستخدمي المؤسسة للقيام بأعمالهم.
وفي هذا الاطار، اكدت مصادر في مؤسسة الكهرباء لـ»الجمهورية» ان لا جديد حتى الساعة في ملف المياومين، وابواب المؤسسة لا تزال مغلقة ولم يتحرك أي طرف سياسي لمعالجة الملف، ومجلس الادارة يجتمع في الذوق لتعذر دخوله الى المبنى الرئيسي للمؤسسة في كورنيش النهر.
وفي انتظار ان يناقش مجلس الوزراء في جلسته المقبلة ملف الكهرباء والمياومين، حيث من المتوقع احداث فجوة في الملف، برز امس تحرك قاده الرئيس فؤاد السنيورة الذي دعا مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان الى اجتماع بطلب من رئيس الحكومة تمام سلام وحضور النائب محمد الحجار حيث جرى البحث في سبل ايجاد حل لهذا الموضوع. وفي ضوء هذا الاجتماع، يعقد صباح اليوم اجتماع بين الرئيس سلام ومجلس ادارة مؤسسة الكهرباء في السراي.

واعتبرت المصادر رداً على سؤال ان ما يحصل اليوم ليس «تكسير رؤوس» بيننا وبين اي طرف ثان، انما تكسير رؤوس بين تطبيق القانون وعدمه، ايا كان الطرف. فنحن نعمل في قطاع عام ومولجين بادارة هذا القطاع ونسعى الى تطبيق القانون. وصدور خطأ في تطبيق قانون معين او الاعتراض عليه لا يكون باقفال الطرقات او اقفال مرفق عام، انما يمكن الاعتراض عند مجلس شورى الدولة، او مجلس النواب…
وإذ أملت المصادر ابعاد السياسة عن هذا الملف، أكدت ان عدم التجاوب مع مبادرة قباني لا تعود الى اسباب سياسية، ولا تهدف الى وضع اللبناني او ابناء بيروت رهينة، ولكن هل تعتبر هذه المبادرة مقبولة من حيث الشكل؟ هل يجوز ان نستأذن الدخول الى مؤسستنا؟
وأكدت المصادر ان كل الاعطال التي لا يستوجب تصليحها الدخول الى المبنى المركزي نقوم بتصليحها، على عكس عطل منطقة الاونيسكو الذي يستوجب الدخول الى المؤسسة للقيام بالاصلاحات اللازمة. وأكد لا شك ان عطل الاونيسكو تتضرر منه منطقة كبيرة نسبياً، اما مطار بيروت الذي يتغذى من محطة الاونيسكو فتصل اليه الكهرباء اليوم من مصدر واحد، وهو لن يتأثر بالتقنين الا اذا طرأت اعطال على هذا المصدر.
ورداً على سؤال نفت المؤسسة ان تكون هي من دفع الى اعلان نقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان الاضراب لثلاثة ايام أو القول انها من يحركهم في وجه اضراب المياومين، لافتة الى أن ردة فعل العمال منطقية خصوصاً بعد منع 700 موظف من الدخول الى المؤسسة للقيام بأعمالهم.

نواب بيروت
استقبل رئيس الحكومة تمام سلام وفداً من نواب بيروت ضم: عمار حوري، عاطف مجدلاني، باسم الشاب، هاني قبيسي، عماد الحوت، سيبوه قالباكيان ومحمد قباني الذي قال بعد اللقاء: «وضعنا الرئيس سلام في الاجواء والمعلومات حول أزمة الكهرباء في بيروت، والتي مظهرها الأول هو الأعطال الموجودة في الخطوط الجوفية 66 كيلو فولت في منطقة الاونيسكو، ومحاولاتنا الحثيثة من اجل انجاز التصليحات اللازمة والصيانة في خطوط هذه المنطقة والتي وصلت الى حد استطعنا ان نفتح المخازن أمام عمال الصيانة لدى مؤسسة الكهرباء لكن مجلس إدارة المؤسسة رفض.
وقد ابلغنا مسؤولو الصيانة أنهم أرادوا العمل، ولكن مجلس الإدارة منعهم من ذلك، وبالتالي اخذ بيروت رهينة العتمه من اجل الضغط على الاخرين لحل هذه المشكلة».
اضاف: «نحن لا نعتبر أنفسنا طرفا في الخلاف بين ادارة المؤسسة والمياومين، نحن يهمنا تأمين الكهرباء للعاصمة بسرعة ونرفض استعمال بيروت وأهلها رهينة لهذا الامر، ونحن نرفض ونستنكر هذا الموقف الذي يضغط على العاصمة وأهلها ووضعنا هذا الموضوع في عهدة الرئيس سلام الذي سيتابعه وسنبقى على تواصل معه لإيجاد الحل».
من جهة اخرى عقد نواب في كتلة التغيير والاصلاح مؤتمرا انتقدوا فيه اغلاق مؤسسة الكهرباء.