IMLebanon

وزير الخارجية الليبي:‏ خسرنا‏30‏ مليار دولار خلال الـ‏11‏ شهرا الأخيرة واقتصادنا مازال واعدا

Ahram
ربيع شاهين

تقف ليبيا في الوقت الراهن عند مفترق طرق في مرحلة تاريخية فارقة بالغة الدقة والصعوبة وضعتها في مهب الريح زاد من حدتها وذروتها بل خطورتها حالة الترهل العربي والعجز عن اتخاذ أي اجراء, الي جانب وضع دولي ليس أقل سوءا تحكمه حسابات كثيرة آخرها الاعتبارات الانسانية.
ولأن ليبيا تتمتع بخصوصية لدي مصر انطلاقا من تماس وجوار جغرافي هو الأكبر وتداخل شعبي وعلاقات مصاهرة واسعة تعدت المليون ونصف مليون زيجة واقتصاد ضخم غير مرئي كانت أهمية الحوار مع رئيس الدبلوماسية الليبية حول مصير هذه الدولة.
وقد بادرت وزير الخارجية الليبي د. محمد عبد العزيز بالسؤال عن مصير هذا البلد العزيز ومصير اقتصاده وثرواته.. وحقيقة وضع العمالة المصرية بها.
قال د. عبد العزيز إن تنمية الاقتصاد الليبي لها علاقة مباشرة بصناعة النفط انتاجا وتصديرا, حيث يعتمد بدرجة أساسية عليه ويشكل97% من موارده وأن بلاده خسرت أكثر من30 مليار دولار في الأحداث التي شهدتها علي مدي الــ11 شهرا الماضية التي شهدت احتلال مواني تصدير النفط للخارج.

أضاف: كان انتاج النفط الليبي يوميا5,1 مليون برميل يوميا تدهور حتي وصل الي300 ألف برميل فقط نتيجة الصراعات المسلحة وفقدان الأمن وبالتالي أثر ذلك علي الاقتصاد الليبي الذي أصبح يعاني من التدهور, لكنه برغم ذلك مازال يعد اقتصادا واعدا ويملك القدرة علي النهوض وتجاوز أزمته الراهنة وعندما تستقر الأمور سيكون هناك ضخ أكثر للنفط وجلب للاستثمارات وتحريك للاقتصاد بحكم أن الاعمار يحتاج الي مليارات الدولارات وانخراط الدول الصديقة والشقيقة في هذه العملية.

وواصل: نتمني أن نتعامل بنجاح مع القضية الأمنية وتحقيق الاستقرار حتي تتاح الفرصة لتوفير بيئة مواتية تمكن هذا الاقتصاد من عبور أزمته الراهنة.

* في تقديركم ما هو حجم الخسائر التي منيت بها ليبيا علي مدي السنوات الماضية منذ سقوط نظام القذافي؟

ــــ لا توجد معلومات أو تقارير موثقة حول حجم هذه الخسائر لكن أستطيع القول إن حجم الخسائر من وراء احتلال المواني ومنع تصدير النفط لا يقل عن30 مليار دولار خلال الأشهر الــ11 الماضية.

* هناك مخاوف من أن تتحول ليبيا من دولة غنية نفطية الي دولة تعاني التشرذم والفقر, خاصة في ظل ما تواجهه ثرواتها من تهديدات؟

ــــ دعنا نكون متفائلين تجاه المستقبل وأن ننتظر تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال اجتماع وزراء خارجية دول الجوار بالقاهرة ونحن نعول كثيرا علي موقف ومكانة وثقل مصر في المساعدة علي عبور ليبيا لهذه المحنة بأقل الخسائر لأن مصر ينبغي أن’ تقود ولا تقاد’.

* هناك تقارير تشير الي تعرض العمالة المصرية لمخاطر كبيرة في ليبيا أدت الي نزوح الكثيرين وتعرض آخرين للاستهداف والقتل ما مدي صحة ذلك؟ وما هو مستقبل الدور المصري في ليبيا؟

ــــ العمالة المصرية ومنذ أربعة أشهر من الاقتتال كانت تنعم بالأمن والاستقرار التام وأستطيع القول إن عدد هذه العمالة كان يناهز المليونين ولكن نتيجة الاقتتال اضطر البعض ممن يعملون في المناطق الساخنة’ في درنه وطرابلس وبني غازي’ الي مغادرتها وعددهم بالآلاف كاجراء احترازي ورجعوا الي مصر.

لكن الذين يعملون في أماكن ـ وهي كثيرة ـ مستقرة ومركزية ومدن كبري أوضاعهم وتجارتهم وظروفهم مستقرة تماما, وأنا متفائل بأن هذه العمالة ستعود كما كانت أكثر عددا حال أن تستقر الأمور الأمنية لأن العمالة المصرية لديها دورها محوري فيما يتعلق بعملية البناء واعادة الاعمار في ليبيا خلال الفترة المقبلة.

كما أنه في اطار خصوصية العلاقات بين الشعبين المصري والليبي كان لهذه العمالة الدور الرئيسي والأساسي في البناء والتعمير للمؤسسات وانعاش الاقتصاد الليبي وبمجرد عودة الاستقرار ستعود الي ما كانت عليه في السابق ان لم تكن في وضع أفضل منه كثيرا.

* هناك تساؤلات تنطوي علي قلق كبير عن كيفية حماية ثروات ليبيا في ظل هذا الوضع الفوضوي؟

ــ حماية الثروات وليبيا ككل لا يتحقق الا ببناء مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية الجيش والشرطة وجهاز المخابرات واذا لم تبن هذه المؤسسات من الصعب الحديث عن تأمين ليبيا, ونحن عندما ندعو الي الدعم والانخراط الدولي الحقيقي ندعوهم الي مساعدة ليبيا حتي تتمكن من اعادة بناء قدراتها وصيانة هياكلها وحتي تتمكن من مكافحة التطرف والارهاب والعمل علي تحقيق الأمن والاستقرار.

* هناك أصوات عالية علي المستوي العربي وخاصة المصري من بعض المثقفين تصر علي اتهام الجامعة العربية بتسليم ليبيا الي الغرب وأنها كانت ولا تزال السبب فيما آلت اليه الأوضاع بها من فوضي.. ما قولكم؟

ــــ بالعكس من ذلك الجامعة العربية أول من بادر ولبي النداء حين أيقنت أن الشعب الليبي مهدد من جانب نظام قمعي اتخذت القرار الشجاع بنقل القضية الليبية الي مجلس الأمن.

وأنا أؤكد أنه لو لم تفعل الجامعة ذلك ولولا تدخل مجلس الأمن والناتو لكنا شاهدنا عمليات ابادة ومجازر ومذابح وحشية لم يشهدها التاريخ ارتكبها نظام القذافي ضد الليبيين ولكان هذا النظام تخلص من80% من الشعب الليبي.
* ما مصير البرلمان في ظل تنازع السلطة مع المؤتمر الوطني حاليا وكيف يتحقق الاستقرار في ليبيا في ظل انتشار الأسلحة بالصورة الخطيرة التي نشهدها الآن ؟ وهل ستنجح عملية جمع هذه الأسلحة خاصة بعد أن أكدت تقارير عديدة تجاوز أعدادها20 مليون قطعة سلاح؟
ـــ الشرعية الآن للبرلمان المنتخب باعتراف الشعب الليبي وكذا باعتراف عربي واقليمي ودولي, معتبرا أن المؤتمر الوطني الذي زعم أنه عقد اجتماعا وكلف بتشكيل حكومة جديدة لا وجود شرعيا له وأن مهمته انتهت منذ فبراير الماضي ومن ثم بات كيانا هلاميا.
يمكن التأكيد أننا مهتمون بجمع السلاح الليبي وهو أمر يشكل هدفا رئيسيا غير أن هذه الخطوة نري أن تتم في اطار حوار وتوافق وطني, خاصة أن كثيرا ممن يحملون السلاح الآن أسهموا في اسقاط نظام الطاغية معمر القذافي في ثورة17 فبراير2011.
وأود تأكيد ايضا أننا لا ندعو الي تدخل عسكري في ليبيا لفرض الأمن والاستقرار, وانما ضرورة تدخل المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن لمساعدة الحكومة علي فرض الأمن وحماية المنشآت الحيوية وخاصة النفطية.. أخذا في الاعتبار أننا مازلنا نخضع للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ومن ثم يتعين علي المجلس استكمال مهمته تجاه ليبيا وتوفير كل أشكال الدعم والمساندة لها حتي تتمكن من تجاوز أزمتها الراهنة.